يعود بعضها إلى مئات السنين.. التغيرات المناخية تهدد المعالم الأثرية والمباني التاريخية في اليمن
تسببت التغيرات المناخية في اليمن بآثار مدمرة على المعالم الأثرية والمباني التاريخية التي يعود بعضها إلى مئات السنين، نتيجة الأمطار الغزيرة غير المسبوقة، والسيول الجارفة، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى موجات الجفاف.
خلال السنوات الأخيرة، شهدت البلاد انهيارات جزئية وكاملة لعدد من القلاع والحصون التاريخية، وتشققات وتسربات مياه ألحقت أضرارًا بالغة بالعديد من المباني التقليدية المبنية من الطين أو الياجور المحروق. وأكد مدير المتحف الوطني في تعز، رمزي الدميني، أن الأمطار الغزيرة أزالت المادة اللاصقة التي تثبت الجدران الطينية، مما أدى إلى انهيارها تدريجيًا.
من أبرز المواقع المتضررة، مدينة شبام حضرموت، وصنعاء القديمة، وزبيد، والمخا، وتريم، حيث تسبب تغير المناخ والأمطار المستمرة في تآكل الأساسات والجدران. كما تعرضت القلاع التاريخية مثل قلعة شمر يهرعش في رداع وقلعة الضحي في الحديدة لانهيارات جزئية، فيما تضررت أجزاء من سور مدينة ثلاء التاريخية في عمران.
وفي تعز، انهارت بوابة المتحف الوطني بالكامل نتيجة الأمطار المتواصلة، ما كشف عن ضعف الاهتمام والصيانة المستمرة. كما أدى نمو الأشجار العشوائية إلى تدمير أسوار بعض المواقع الأثرية، وتسببت العوامل البيئية في طمر سدود أثرية، وزيادة الرطوبة والملوحة التي ألحقت ضررًا بالغًا بالأحجار والأسقف الخشبية.
وأثارت هذه الأوضاع دعوات لتدخل عاجل من قبل المنظمات الدولية. وفي أغسطس/آب الماضي، طالبت الحكومة اليمنية منظمة اليونسكو بالمساعدة في صون المعالم المتضررة المدرجة على قائمة التراث العالمي، مثل مدينتي صنعاء وزبيد.
وأوصى الدكتور عبدالقادر الخراز، أستاذ تقييم الأثر البيئي، بضرورة الاستفادة من التمويلات الدولية المخصصة للتغيرات المناخية، وإطلاق مشاريع لترميم المدن التاريخية. كما شدد على تفعيل القوانين وحماية المعالم الأثرية من العوامل البيئية.
ولم تقتصر الأضرار على التراث الثقافي، حيث أدت الفيضانات إلى تدمير منازل المواطنين والأراضي الزراعية والبنية التحتية. ووفقًا للأمم المتحدة، تضررت أكثر من 187 ألف أسرة في 20 محافظة، حيث تأثر أكثر من 1.3 مليون شخص بالأمطار الغزيرة والفيضانات.
تشكل هذه الأزمة تهديدًا كبيرًا للهوية الثقافية والتاريخية لليمن، مما يتطلب جهودًا منسقة للحفاظ على هذا التراث الإنساني للأجيال القادمة.