تتفاقم الأزمة الاقتصادية في طاجيكستان، مما يجعلها هدفاً محتملاً للتنظيمات المتطرفة مثل د1عش، إذ يدفع الفقر والبطالة والصراعات السياسية العديدة في البلاد شريحة من الشباب إلى البحث عن حلول غير مشروعة لتحسين أوضاعهم المعيشية، بما في ذلك الانضمام إلى الجماعات المسلحة.
تشير التقارير إلى أن تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي قد استغل هذه الأوضاع بشكل كبير، حيث انضم أكثر من 2000 مواطن طاجيكي إلى التنظيم في سوريا والعراق بين عامي 2014 و2019، ووفقاً لتقرير نشرته نيويورك تايمز، يمثل الطاجيك نصف أعضاء فرع د1عش في خراسان، ما يبرز أهمية تجنيدهم في نشاطات التنظيم في المنطقة.
تعتمد جماعة د1عش في تجنيد الطاجيك على عوامل متعددة، أبرزها الفقر والاستبداد والضغوط الدينية، فالتنظيم يقدم وعوداً مغرية، مثل تقديم دعم مالي كبير، وضمان الحرية الدينية، وتعزيز قوة الدين، ما يدفع الشباب العاطفيين إلى الانخداع بهذه العروض والانضمام إلى صفوفه.
يأتي ذلك في ظل تفاقم الفساد داخل مؤسسات الدولة الطاجيكية، حيث أصبحت الرشوة والنهب جزءاً من النظام الإداري، ما أدى إلى تراجع التنمية الاقتصادية وزيادة التوترات الاجتماعية. بدلًا من خلق فرص عمل وتنمية الاقتصاد، ينصب اهتمام القادة السياسيين على تعزيز نفوذهم الشخصي، ما يترك المواطنين بلا خيارات سوى الهجرة أو الانخراط في جماعات متطرفة بحثاً عن تحسين أوضاعهم.
ورغم ذلك، يشير محللون إلى أن أحد عوامل ضعف د1عش الإرهـ،ـابي وتراجع نفوذه هو افتقاده لقاعدة أيديولوجية قوية بين أعضائه، حيث انضم كثيرون لأسباب مادية أو اجتماعية، وليس بناءً على عقيدة راسخة، هذه الهشاشة تُضعف التنظيم وتزيد احتمالية استمراره في الانحدار مع مرور الوقت.