خلال العقدين الأخيرين: تفكك 4 من أقوى الجيوش العربية أثرت على الأمن الداخلي والإقليمي
خلال العقدين الأخيرين، شهدت عدة دول عربية تحولات جذرية أدت إلى تفكيك جيوشها، بعد أن كانت هذه الجيوش تمسك بالسلطة بقبضة حديدية، وتعد العمود الفقري للسلطة في بلدانها ولحماية الحكام بعيدًا عن الإرادة الشعبية. تعرضت تلك الجيوش إلى هزات عنيفة، ما أدى إلى انهيارها، بعضها بفعل غزو خارجي، وأخرى بفعل ثورات شعبية مباشرة ضد أنظمة الحكم.
وتسبب تفكك تلك الجيوش في فوضى عارمة وانهيار قدرة الدفاع الوطني، حيث باتت تلك البلدان بلا قوة تحميها، مما دفع المكونات المحلية إلى تشكيل قوى ومليشيات لحماية أنفسها. وفيما يلي استعراض لأبرز الجيوش التي تعرضت للتفكك خلال العشرين عامًا الأخيرة:
الجيش العراقي
تأسس الجيش العراقي الحديث في عام 1921 بعد سقوط الدولة العثمانية، وكان قبل تفككه يضم قرابة 1.4 مليون جندي. كان الجيش العراقي من بين الأقوى في العالم، حيث احتل المرتبة الخامسة عالميًا من حيث الكفاءة القتالية والمعدات العسكرية المتقدمة، بما في ذلك دبابات وصواريخ باليستية.
تعرض الجيش العراقي للتفكيك بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، حيث انهارت العديد من وحداته. وفي مايو 2003، أصدر الحاكم الأمريكي بول بريمر قرارًا بحل الجيش العراقي، ليتم إعادة تشكيل جيش جديد بإشراف واشنطن.
الجيش الليبي
تأسس الجيش الليبي في عام 1969 بعد انقلاب معمر القذافي على الملك إدريس السنوسي. بلغ تعداد الجيش الليبي في ذروة قوته حوالي 50 ألف جندي. كان الجيش يملك أسطولًا كبيرًا من الدبابات وناقلات الجنود، بالإضافة إلى سلاح كيماوي وقدرات صاروخية ودفاع جوي.
تأثر الجيش الليبي بشكل كبير بعد الثورة الشعبية ضد القذافي في عام 2011، حيث شهد انشقاقات واسعة من قبل قيادات الجيش ونتيجة لتدخل حلف الناتو الجوي. منذ ذلك الحين، انقسم الجيش إلى قوات منفصلة في الشرق والغرب، تتبع كل منها فريقًا سياسيًا.
الجيش اليمني
تأسس الجيش اليمني بعد سقوط الدولة العثمانية في عام 1919، ثم تم إعادة تشكيله في عام 1962 بعد انقلاب عسكري ضد الإمام. في البداية كان الجيش اليمني يعتبر خامس أقوى جيش في المنطقة العربية، وكان يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى.
تعرض الجيش اليمني للتفكك بعد الثورة ضد حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في عام 2012. انقسمت الفرق العسكرية بين مؤيد ومعارض للرئيس صالح، مما أدى إلى صراع مسلح أدى إلى تفكيك الجيش، الذي لا يزال يعاني من الانقسام حتى اليوم.
الجيش السوري
تأسس الجيش السوري في عام 1946 بعد نهاية الاستعمار البريطاني. كان الجيش السوري في ذروته يصنف سادس أقوى جيش عربي والـ47 على مستوى العالم. كان يضم أكثر من 320 ألف جندي، وامتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ باليستية وأنظمة دفاع جوي.
إشراك الجيش السوري في قمع التحركات الشعبية أدى إلى انشقاق نحو 40 ألف ضابط وجندي، مما أسهم في انهيار الجيش بشكل كامل في 8 ديسمبر 2024، بعد الهجوم الذي شنته الفصائل المسلحة على المدن الرئيسية، بما في ذلك السيطرة على العاصمة دمشق.
التداعيات والتأثير
أدى تفكك هذه الجيوش إلى فوضى في البلدان المعنية، حيث فقدت هذه الدول القدرة على الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الخارجية، مما دفع العديد من الجماعات المحلية إلى تشكيل ميليشيات وقوات عسكرية بديلة.