موجة هجرة جماعية للشيعة السوريين نحو الخارج خوفاً من الاضطهاد بعد سقوط النظام
كشف المتخصص بقضايا الأمن الاجتماعي والوطني السوري سعيد فارس السعيد، عن موجة هجرة واسعة للشيعة السوريين إلى الخارج، لا سيما إلى لبنان، عقب التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأوضح السعيد في تصريحاته أن أعداد الشيعة السوريين تُقدر بحوالي 300 ألف نسمة، توزعوا على مناطق مختلفة في البلاد، وعانوا من الاضطهاد والتهجير القسري منذ عام 2011.
وفي مدينتي نبل والزهراء الواقعتين في الريف الشمالي لحلب، حيث يقطن نحو 70 ألف نسمة، شهد السكان حصاراً دام أربع سنوات، أدى إلى تهجير العديد منهم. وعلى الرغم من عودة قسم منهم إلى منازلهم، ما زالوا يعانون من آثار الحصار والتدمير.
وأما مدينتا الفوعة وكفريا في ريف إدلب، فقد بلغ عدد سكانهما 45 ألف نسمة، تعرضوا لحصار شديد، أسفر عن مقتل العديد منهم وتهجيرهم قسراً.
وفي دمشق، يتركز نحو 60 ألف نسمة من الشيعة السوريين في أحياء مثل حي الأمين وزين العابدين، بالإضافة إلى 25 ألفاً في منطقة السيدة زينب عليها السلام بريف دمشق. تعرض هؤلاء أيضاً للقتل والتهجير بسبب الصراعات الطائفية.
وتكررت المأساة في قرى ريف حمص التي يقطنها نحو 60 ألف نسمة، وقرى ريف دير الزور مثل حطلة والصعوة التي تضم 15 ألفاً، وقرى ريف الحسكة التي يقطنها 20 ألفاً. سكان هذه المناطق واجهوا القتل والتهجير المنهجي.
وبحسب السعيد، فإن عشرات الآلاف من الشيعة السوريين غادروا البلاد إلى لبنان خلال الفترة الأخيرة خوفاً من الملاحقات والاضطهاد. ويتزايد القلق وسط الشيعة السوريين من قرارات القيادة الجديدة التي قد تشمل محاكمات لمن تعاونوا مع الجيش السوري أو المقاومة اللبنانية أو الجهات الإيرانية.
وتعيش العائلات الشيعية حالة من الخوف والحذر على حياتهم وحياة أطفالهم، خاصة مع انتشار تسجيلات ومناشير تزيد من التوتر. ويؤكد السعيد أن هذه المخاوف دفعت كثيراً منهم إلى البحث عن ملاذ آمن خارج سوريا، وسط غياب ضمانات واضحة لحمايتهم أو إعادة الاستقرار إلى مناطقهم.
هذا الوضع يعكس تعقيدات المشهد السوري في مرحلة ما بعد سقوط النظام، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول مصير الأقليات في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية الجارية.