أخبارالعالم

بعثة أثرية تكشف عن مقابر تحتوي على مومياوات بألسنة وأظافر ذهبية ونقوش ملونة فريدة

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإسبانية المشتركة بين جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، عن اكتشاف مذهل في موقع البهنسا بمحافظة المنيا، حيث تم العثور على مقابر بطلمية تعود للعصر البطلمي (305-30 قبل الميلاد) مزينة بنقوش وكتابات ملونة، واحتوت على مومياوات ذات ألسنة وأظافر ذهبية، وهي ظاهرة نادرة في تاريخ الآثار المصرية.
وتمثل هذه الألسنة والأظافر الذهبية جزءًا من الطقوس الجنائزية التي تعكس المعتقدات المصرية القديمة، حيث ارتبط الذهب، باعتباره معدنًا إلهيًا، بالأبدية والقوى السحرية، ما يضمن للمتوفى القدرة على التحدث مع الآلهة في الحياة الآخرة.
وصرّح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن الاكتشاف يمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، كونه يكشف عن ممارسات دينية وفنية غير مسبوقة، بما في ذلك نصوص ومناظر طقسية فريدة لم تكن معروفة من قبل في البهنسا.
الدكتور حسان إبراهيم عامر، مدير حفريات البعثة من الجانب المصري، أوضح أن التنقيب كشف عن تمائم جنائزية تضم صورًا لآلهة مصرية مثل حورس وإيزيس، إلى جانب جعران القلب الذي وُجد في مكانه داخل إحدى المومياوات، وهي تميمة استخدمت في مصر القديمة لحماية المتوفى وضمان رحلته الآمنة إلى العالم الآخر. كما تم اكتشاف تمثال طيني للإله حربوقراطيس، مما يضيف بُعدًا جديدًا لفهم الطقوس الجنائزية البطلمية.
وتم العثور على بئر دفن مستطيل الشكل يؤدي إلى مقبرة تحتوي على صالة رئيسية وثلاث حجرات، تضم عشرات المومياوات المتراصة جنبًا إلى جنب، مما يشير إلى أنها كانت مقبرة جماعية. كما عُثر على بئر آخر يؤدي إلى ثلاث حجرات، زُينت إحداها برسوم وكتابات ملونة تمثل صاحب المقبرة المدعو “ون نفر” وأفراد أسرته وهم يقدمون القرابين للآلهة أنوبيس وأوزوريس وحورس.
ومن أبرز الاكتشافات في سقف الحجرة، لوحة للمعبودة نوت ربة السماء، حيث صُوِّرت محاطة بالنجوم على خلفية زرقاء، مما يعكس جمال الفن الجنائزي المصري.
أشارت الدكتورة مايته ماسكورت، رئيسة البعثة من الجانب الإسباني، إلى أن هذه المقابر تسلط الضوء على حقبة تاريخية مميزة في مصر خلال العصر البطلمي، الذي تميز بالتفاعل الثقافي بين الحضارات المصرية واليونانية.
البعثة أكدت استمرار أعمال التنقيب للكشف عن المزيد من الأسرار في هذه المنطقة الأثرية الغنية، التي تحمل إمكانيات كبيرة لفهم أعمق لتاريخ مصر القديمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى