اكتشاف أكثر من 12 مقبرة جماعية في جنوب سوريا يكشف فظائع الماضي
شهدت مناطق في جنوب سوريا اكتشاف أكثر من 12 مقبرة جماعية تحتوي على رفات يعتقد أنها تعود لمدنيين قتلوا خلال الصراع الذي اندلع بعد عام 2011، وتثير هذه الاكتشافات تساؤلات حول حجم الانتهاكات المرتكبة خلال حكم نظام بشار الأسد والصراعات المسلحة التي دارت في البلاد.
في بلدة إزرع بمحافظة درعا، أعلنت فرق مختصة عن العثور على 31 جثة حتى الآن ضمن مقابر جماعية منتشرة في عدة مواقع. وتشير المصادر الميدانية إلى أن العدد قد يرتفع مع استمرار عمليات الحفر والتمشيط التي تشارك فيها فرق مختصة إلى جانب سكان محليين.
وفي تطور آخر، كشفت وسائل الإعلام عن مقبرة جماعية جديدة في منطقة جسر بغداد بريف دمشق، حيث عُثر على بقايا جثث يُعتقد أنها تعود لمدنيين قتلوا خلال الفترة التي شهدت أعنف الانتهاكات من قبل النظام السوري.
وتأتي هذه الاكتشافات بعد الإطاحة بنظام الحكم في سوريا في وقت سابق من هذا الشهر، إذ سيطرت فصائل المعارضة على العاصمة دمشق والمدن الكبرى، وقد انسحبت قوات النظام السوري من المؤسسات العامة والشوارع، معلنة نهاية حكم حزب البعث الذي استمر 61 عامًا، وحقبة حكم عائلة الأسد التي امتدت 53 عامًا.
وتبرز هذه المقابر الجماعية كدليل على حجم الانتهاكات المرتكبة خلال حكم النظام السابق، وتسعى الفرق المعنية إلى توثيق هذه الجرائم وإعداد تقارير تسلط الضوء على العدالة الانتقالية في سوريا ما بعد الأسد.
وتشكل هذه الاكتشافات خطوة هامة نحو كشف الحقيقة وتحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات، ومع استمرار أعمال البحث، ينتظر أن تتكشف المزيد من الحقائق حول المفقودين وضحايا الصراعات المسلحة، مما قد يساعد على تعزيز جهود المصالحة الوطنية في سوريا المستقبل.