كشفت إذاعة “موزاييك” التونسية عن خطر يهدد تسعة معالم دينية تاريخية في مدينة القيروان، المعروفة بعاصمة الأغالبة في وسط تونس، إذ تواجه هذه المعالم خطر الانهيار نتيجة عوامل عدة، أبرزها تأثير الأمطار والإهمال.
وأعرب سكان حي القرقابية وسط القيروان، يوم الأربعاء، عن قلقهم من تدهور حالة صومعة “مسجد الدهان”، التي باتت تشكل خطراً مباشراً على سلامة المارة وسكان المنطقة. وزادت مياه الأمطار الراكدة أمام المسجد الوضع سوءاً، حيث بدأت تسبب تآكلاً في أساسات المباني، مع مخاوف من تسرب مياه الصرف الصحي تحت الطرق والمباني المجاورة.
وأوضحت الإذاعة أن قائمة المعالم الدينية المهددة تشمل، إلى جانب “مسجد الدهان”، كلاً من “مسجد الأنصار”، و”مسجد القلال”، و”مسجد يحيى بن عامر”.
وفي خطوة أولية، قامت بلدية القيروان بوضع حواجز حديدية حول “مسجد الدهان” لضمان سلامة المارة. كما أعلنت المندوبية الجهوية للشؤون الدينية في القيروان عن إغلاق بعض المعالم المهددة بالانهيار، ووجهت مراسلات إلى السلطات المختصة لإجراء تشخيص دقيق وإعداد دراسات لترميمها وصيانتها.
وفي هذا الإطار، صرح معتمد القيروان الشمالية كمال نصير أنه تم عقد جلسة عمل مساء الأربعاء برئاسة والي القيروان، وبحضور ممثلين عن وزارة التجهيز، وبلدية القيروان، ووكالة حماية التراث. وناقشت الجلسة وضعية المعالم المهددة، وسبل توفير التمويل اللازم لحماية هذا الإرث الحضاري العريق.
تجدر الإشارة إلى أن القيروان تعد من أبرز المدن التاريخية الإسلامية، حيث تحتضن معالم دينية ذات أهمية ثقافية ودينية، ما يجعل إنقاذ هذه المواقع مسؤولية ملحة لضمان استمرار إرثها للأجيال القادمة.