أخبارالعالم

الباحث الهولندي “عبد الواحد فان بومل” يقدّم ترجمة معاصرة للقرآن الكريم للأطفال

عمل الباحث والمفكر الهولندي “عبد الواحد فان بومل”، منذ اعتناقه الإسلام في السبعينيات، على تقديم فهم أعمق للقرآن الكريم للمجتمع الهولندي، مع تركيز خاص على الجيل الجديد. ومن أبرز جهوده في هذا المجال إصدار سلسلة كتب تتضمن ترجمة معاصرة للقرآن الكريم موجهة للأطفال، حيث حرص على صياغة النصوص بأسلوب مبسط يجمع بين الدقة والمعاني العميقة، لتكون أقرب إلى فهم الأجيال الشابة.
في عام 2017، نشر “فان بومل” أول مجلد من سلسلته الشهيرة بعنوان (القرآن: تفسير للأطفال)، والذي يهدف إلى تقريب معاني القرآن الكريم بلغة سهلة ومفهومة. استمرت هذه السلسلة بمجلدين آخرين، صدر ثانيهما في عام 2020، وخصص الأخير الذي صدر عام 2024 للتركيز على قصص الأنبياء أولي العزم (نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم السلام).


تميزت ترجمة “فان بومل” بدمجها بين معاني الآيات القرآنية والسياق التاريخي للأنبياء، مع مراعاة التحديات التي تواجه الأجيال الحالية في فهم النصوص الدينية. ويؤكد “فان بومل” أن ترجمة القرآن ليست مجرد نقل لغوي، بل عملية تعبير عن المعاني بطريقة تتناسب مع العصر والمجتمع. يقول: “القرآن لا يمكن ترجمته حرفيًا، ولكن يمكننا تقريب معانيه لجعلها مفهومة بشكل أفضل، خاصة للأطفال الذين يحتاجون إلى ربط النصوص بسياق حياتهم اليومية”.
ويرى “فان بومل” أن تقديم القرآن بلغة معاصرة للأطفال هو خطوة ضرورية لتعزيز ارتباطهم بدينهم وفهمهم للرسالة الإسلامية. ويؤكد أن الأطفال في القرن الحادي والعشرين يحتاجون إلى تفسير يراعي خصوصيات زمانهم وثقافتهم، مع تسليط الضوء على القيم الإنسانية والإسلامية التي يحملها القرآن.
ومع وجود أكثر من مليون مسلم في هولندا، يشكل الإسلام ثاني أكبر ديانة في البلاد. يتزايد الاهتمام بترجمة النصوص الدينية إلى اللغة الهولندية لمواكبة احتياجات المجتمع المسلم. ويعتبر مشروع “فان بومل” نموذجًا بارزًا لهذه الجهود، حيث يجمع بين المعرفة الدينية العميقة والخبرة في التعامل مع الجمهور الهولندي.
بفضل عمله المتواصل، ساهم “عبد الواحد فان بومل” في ترسيخ فهم أعمق للقرآن الكريم بين المسلمين في هولندا، خاصة الأطفال، معززًا بذلك دور القرآن كمنارة للمعرفة والإلهام في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى