إحياء ذكرى استشهاد السيد حسن الشيرازي.. رمز التضحية ومجدد نهضة الفكر الشيعي
في أجواء من الحزن والإجلال، استذكر المسلمون من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، اليوم، الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد المفكر الإسلامي، المجاهد الفقيه، آية الله السيد حسن الشيرازي (قدّس سرّه). الرجل الذي حمل مشعل النهضة الشيعية في عصرٍ امتلأ بالمؤامرات ضد الدين وأهله، واغتالته الأيادي الآثمة للنظام البعثي في السادس عشر من جمادى الآخرة عام (1400 هـ) في بيروت.
تدفقت رسائل التعزية والكلمات المؤثرة من المنظمات الشيعية والشبابية العالمية، تستذكر فيها مسيرة رجل نذر حياته لإعلاء كلمة الإسلام، وعاش ليكون مصداقًا للمؤمن الذي لم يدخر جهدًا في سبيل أمته ودينه.
ووصف المؤمنون الشهيد الشيرازي بأنه “رمز للتضحية والفداء”، قائلين إنه “كان مثالاً فريدًا للعالم الذي يترجم تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) إلى واقع ملموس، ويجاهد لإعلاء كلمة الحق، مهما كان الثمن”.
وأضافوا أن “الشهيد قدّس سره لم يكن مجرّد عالم ديني، بل كان قائدًا فكريًا ومصلحًا اجتماعيًا ترك إرثًا ثقافيًا وجهاديًا كبيرًا، حيث نجح في زرع روح المقاومة والثبات على المبادئ الإسلامية في قلوب أبناء أمته، حتى أصبح منارة للأجيال القادمة”.
وأكدت الكلمات المستذكرة لهذه المناسبة أن “آية الله الشيرازي استنهض عزائم الأمة، وأعاد إلى أذهانها قيمها الأصيلة ومكانتها بين الأمم، داعيًا إلى الخروج من حالة التراجع والانهزام إلى آفاق النهضة والعزة”.
لقد كان الشهيد الشيرازي صوت الحق في وجه الظلم، وخصمًا قويًا للنظام البعثي الذي حاول إسكات صوته بكل وسيلة، لكنه بقي شامخًا حتى ارتقى شهيدًا، تاركًا وراءه إرثًا خالدًا من الكلمة الصادقة والموقف الشجاع.
إن ذكرى استشهاده هي محطةٌ لاستلهام دروس الإيمان والجهاد، وتأكيدٌ على أن دماء الشهداء هي الحبر الذي يكتب به تاريخ الأمة، ورسالةٌ حيةٌ بأن الحق لا يموت، بل يبقى خالدًا في قلوب المؤمنين ومواقفهم.