أخبارالعالم الاسلاميباكستان

وسط عجز حكومي مرير.. العنف الطائفي في باكستان يدفع منطقة “كورام” الشيعية نحو مستقبل مجهول

في ظل تصاعد العنف الطائفي الذي أودى بحياة أكثر من (200) شخص منذ تموز الماضي، هبطت طائرات تقلّ مساعدات إنسانية، أمس الثلاثاء، في وادٍ باكستاني ناءٍ حيث تقطعت السبل بآلاف السكان المحاصرين وسط اشتباكات دموية بين القبائل السنية والشيعية.
هذا وقد أفاد سكان منطقة “كورام”، الواقعة على الحدود الأفغانية، عن نقص حاد في الغذاء والدواء، في وقت تعاني فيه الحكومة من الفشل في إنهاء خلافات متجددة تغذيها توترات تاريخية على الأراضي الزراعية، فيما وصِف الوضع الإنساني بـ “الكارثي” في ظل انقطاع الطرق وتعطل خدمات الهاتف والإنترنت بالكامل.
وفي الإطار نفسه، فقد أعلن رئيس منظمة “إدهي” للرعاية الاجتماعية، “شير جول” عن تسيير عدة رحلات جوية يومياً من مدينة بيشاور إلى الوادي لبقية الأسبوع، مشيراً إلى صعوبة المهمة بسبب تأثير الطقس، كما تم إكمال خطة خاصة لإعادة ثلاثة جرحى في كل رحلة وتسليم الأدوية للمصابين، إلا أن الوضع الإنساني في هذه المنطقة، يتطلب جهوداً أكبر بكثير.
وعلى الرغم من الإعلان عن “هدنات مؤقتة” متتالية، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة، حيث تفاوض شيوخ القبائل مراراً على عقد اتفاقات سلام دائمة لكنها سرعان ما تنهار، فيما فرضت الحكومة من جانبها إغلاقًا صارمًا للطرق الرئيسية بعد هجوم دموي على قافلة أمنية في تشرين الثاني الماضي والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 40 مدنياً من المسلمين الشيعة.
كما تفاقمت الأزمة بصورة خاصة بالنسبة للمجتمع الشيعي، الذي يجد نفسه محاصراً ومعرضاً للخطر أثناء عبور أفراده للأحياء ذات الأغلبية السنية للحصول على الخدمات الأساسية، فيما تؤكد الإحصائيات أن العنف الطائفي المتصاعد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن (133) شخصاً وإصابة (177) آخرين منذ 21 تشرين الثاني فقط، كما أشارت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية إلى مقتل (79) شخصاً بين تموز وتشرين الأول، مؤكدةً على فشل السلطات في السيطرة على التدهور الأمني المزمن.
وتشهد منطقة “كورام” الجبلية الوعرة، التي تتبع إقليم “خيبر بختونخوا”، كارثة إنسانية مفتوحة قد تؤدي الى مستقبل مجهول في ظل استمرار القتال وتعطل سبل الحياة الأساسية، حيث تقف الحكومة عاجزة عن توفير الأمان والاحتياجات الأساسية لعشرات الآلاف من المحاصرين وسط واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في باكستان على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى