يشهد السودان مأساة إنسانية متفاقمة في ظل استمرار الحرب بين أطراف النزاع، التي تدور رحاها منذ منتصف أبريل 2023، مخلفةً وراءها آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتسببت في تدمير البنية التحتية وأدخلت البلاد في أزمة شاملة على مختلف الأصعدة.
ورصدت هيئات حقوقية ومنظمات دولية انتهاكات خطيرة بحق المدنيين شملت عمليات تعذيب، واعتقالات تعسفية، وتصفيات ميدانية، إضافة إلى استهداف الأسواق والأحياء السكنية بالقصف الجوي والمدفعي من طرفي النزاع. وتؤكد الأمم المتحدة أن هذه الهجمات أسفرت عن خسائر جسيمة في الأرواح، وأثرت سلباً على الأمن الغذائي، وسبل العيش، مما فاقم الأزمة الإنسانية في بلد يعاني أصلاً من نقص الموارد.
ووفقًا لتقديرات مرصد حقوق الإنسان، لقي أكثر من 55 مدنيًا حتفهم خلال الأيام الأربعة الماضية في قصف استهدف مناطق في دارفور، الخرطوم، وولاية الجزيرة. كما شهدت مدن أم درمان والفاشر تصاعدًا في الهجمات التي طالت أسواقًا وأحياءً مأهولة، مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات.
دعت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية إلى تحقيقات شاملة ومستقلة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تجرمها مواثيق القانون الدولي الإنساني. وأعربت عضو مجموعة “محامو الطوارئ”، رحاب مبارك، عن قلقها العميق حيال الإفلات المستمر من العقاب، معتبرةً أن هذا الوضع يعزز الانتهاكات المتكررة ويضع الطرفين أمام مسؤولية قانونية مباشرة.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة الملاحقات على أساس عرقي وسياسي، حيث اعتقل مئات المدنيين، بينهم طلاب ونساء، وتعرض بعضهم للتعذيب وحُكم على آخرين بالإعدام. وفي أحد المعتقلات بمنطقة النيل الأزرق، قُتل قيادي سياسي، ما أثار موجة غضب واسعة. كما وثقت مقاطع فيديو بشعة عمليات ذبح وقطع رؤوس نفذتها عناصر من الجيش، بينما أظهرت أخرى استهدافًا ممنهجًا للمدنيين في مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.