استذكر موقع “إنديا” الإخباري الهندي في تقرير مطوّل واقعة اقتحام المسجد الحرام في مكة المكرمة يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، والتي وصفها بـ”اليوم الذي سيظل محفوراً في ذاكرة العالم الإسلامي”، عندما قاد الجندي السابق والمعارض الديني السعودي جهيمان العتيبي مجموعة مسلحة مؤلفة من أكثر من 200 عنصر إلى داخل الحرم، مثيراً غضباً وصدمة عالميين بسبب قدسية الموقع.
ووفقاً للتقرير الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، فإن الهجوم وقع خلال صلاة الفجر، حيث استغل المسلحون ازدحام المسجد بالحشود، وقاموا بإدخال أسلحة مخبأة داخل توابيت، قبل أن يسيطروا على المكان ويغلقوا مداخله. أعلن العتيبي سيطرته على الحرم مدعياً أن هدفه “حماية الإسلام من الظالمين”، مما أدى إلى اندلاع حصار استمر لمدة أسبوعين، تحوّل معه المسجد الحرام إلى ساحة معركة مستعرة.
أشار الكاتب الهندي البارز غازي عباس شهيد، معدّ التقرير، إلى أن السلطات السعودية واجهت صعوبة كبيرة في التعامل مع الموقف. وذكر أن الأيام الأولى شهدت فشلاً للقوات السعودية في الاقتراب من محيط المسجد بسبب إطلاق النار المكثف من مواقع استراتيجية داخل الحرم. ومع ذلك، نجحت القوات الخاصة والمظليون بعد أسبوع تقريباً في اقتحام المكان، بعد تطويق المنطقة وشن هجوم واسع النطاق.
وأضاف التقرير أن المسلحين، بعد أن فقدوا السيطرة على الساحات، اضطروا للاختباء في غرف صغيرة داخل المسجد، مما أدى إلى تصفية العديد منهم واعتقال البقية، بمن فيهم العتيبي الذي تم إعدامه علناً في يناير/كانون الثاني 1980.
استعرض التقرير حياة العتيبي الذي ينتمي إلى قبيلة بارزة في منطقة نجد. ولد في بلدة الساجر، وسبق أن خدم في الحرس الوطني السعودي قبل أن ينضم إلى جماعة متشددة تُعرف بـ”الجماعة السلفية المحتسبة”. وبرز العتيبي كواعظ ديني متطرف، ما أكسبه عدداً كبيراً من الأتباع، ليقود في النهاية الهجوم الذي هز العالم الإسلامي.
نقل التقرير شهادات شهود عيان أكدوا معاناة الرهائن داخل المسجد، حيث نفد الماء وبقيت جثث القتلى في أرجاء المكان لأيام طويلة. واستمر الحصار حتى الرابع من ديسمبر/كانون الأول، عندما تمكنت القوات السعودية من إنهاء العملية.
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن الحصار لم يكن مجرد حادثة محلية، بل أثّر بشكل كبير على السياسات الأمنية في المنطقة وعلى نظرة العالم إلى التطرف الديني.