أخبارالإعلام الشيعيالعالم الاسلامي

تعزية

عظّم الله أجورنا وأجوركم، ورزقنا وإياكم عظيم الأجر والثواب في ذكرى وفاة الطاهرة الوفية، أمُّ البنين (عليها السلام)، التي جسّدت معنى الإيثار وأعلت لواء الوفاء في أبهى صور الإنسانية.
كيف لا تحزن القلوب وتدمع العيون على أمٍّ كرّست حياتها في حب الحسين (عليه السلام) وأفنت شبابها لتكون جسرًا يحمل الولاء ويُعلي الحق؟ أمُّ البنين، يا مَن حملتِ في أحشائك القمر العباسي وكوكبة من الشهداء الذين زيّنوا أرض الطف بدمائهم الطاهرة، أيتها الأم التي لم تبكِ أبناءها لأنهم استُشهدوا، بل بكت للحسين الذي انقطع ناصره ووحدته صرخة كربلاء.
يا سيدة الوفاء، كيف نعزّيك وأنت رمزٌ لكل عزاء؟ كيف نواسيك وأنتِ من واسيتِ الزهراء (عليها السلام) بمصابها، ووقفتِ معَ عليّ (عليه السلام) لتكوني له الأمينة على أبنائه وميراث رسالته؟
يا أمَّ البنين، يا باب الحوائج، نستذكر اليوم رحيلك بقلوب دامية وأرواح منكسرة. أنتِ التي علّمتينا أن الأمهات لا تنجب الأجساد فقط، بل يُنجبن مواقف العز والفداء. نرى فيكِ الأم المثلى، التي أنجبت للحق رايات لا تنكسر، وفي موتكِ نرى صفحة جديدة من التضحية في سجل الولاء والإباء.
سلامٌ عليكِ يوم ولدتِ، وسلامٌ عليكِ يوم ارتقيتِ إلى بارئك وأنتِ مشحونة بالوفاء، وسلامٌ عليكِ يوم تبعثين شفيعة للمحبين والمخلصين.
يا أمّ البنين، لا حرمنا الله من بركاتكِ، ونسأل الله أن يرزقنا شفاعتكِ وشفاعة أبنائكِ الأطهار يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
عظم الله لنا ولكم الأجر، وجعلنا من المتمسكين بولاء محمدٍ وآله الطاهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى