أوكرانيا تدعم المسلحين في سوريا بالطائرات المسيّرة: تغيير في ميزان القوى أم تصعيد للصراعات الإقليمية؟
في تطور غير مسبوق على الساحة السورية، كشفت تقارير حديثة أن أوكرانيا قد أقدمت على تزويد الجماعات الإرهابية في سوريا بـ (150) طائرة بدون طيار و(20) مشغلاً متخصصاً، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى إحداث تغيير جذري في ميزان القوى داخل هذه المنطقة المتوترة من العالم.
هذه المساعدات، التي تمت بالكامل خلال مطلع الشهر الماضي وفقاً لمصادر عسكرية أوكرانية تحدثت إلى صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كانت قد جاءت قبيل هجوم واسع النطاق شنه مسلحو “هيئة تحرير الشام” ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وعلى الرغم مما قد تبدو عليه الفكرة صعبة التصوّر، إلا أن الطائرات المسيّرة التي تبلغ قيمة الواحدة منها أقل من (500) دولار، قد لعبت دوراً محورياً في هذا التحول الميداني، حيث أظهرت الأحداث الميدانية أن هذه الطائرات الصغيرة والفعالة كانت قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بوحدات الدفاع السورية، مما أتاح للمسلحين التقدم والسيطرة على عدة مدن، بما في ذلك العاصمة دمشق.
ومع هذا الانهيار المفاجئ للسيطرة على الأرض، لجأ الأسد إلى موسكو في محاولة يائسة للحصول على الدعم من حليفه الروسي، إلا أن السؤال الأبرز هنا هو كيفية وصول الأمور إلى هذا الحد؟ فوفقاً للتقارير، كانت هذه الخطة جزءاً من استراتيجية أوكرانية معقدة تهدف إلى توجيه ضربة مزدوجة لكل من روسيا وإيران عبر دعم المسلحين ميدانياً.
وضمن هذا الإطار، فلم تكتفِ موسكو بالصمت، حيث وصف وزير خارجيتها، هذه التحركات بأنها “عملية قذرة” تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا من خلال تجنيد وتدريب المرتزقة في شمال غرب البلاد، وبحسب المصادر، فقد بدأ المسلحون هجومهم انطلاقاً من مدينة إدلب، معتمدين على الدعم الأوكراني في تشغيل الطائرات بدون طيار من طراز “فيرست بيرسن فيو First Person View”.
ومما يبدو عليه الأمر، أن أوكرانيا لم ترغب في تفويت أي فرصة لإرباك روسيا، التي استخدمت سوريا في السابق كقاعدة لدعم عملياتها العسكرية ضد كييف، وفي المقابل، استغلت أوكرانيا نفس الساحة لإضعاف الحلف الروسي-الإيراني في المنطقة، في خطوة تحمل أبعاداً سياسية وعسكرية خطيرة.
وبينما تتصاعد التكهنات حول المرحلة المقبلة، يتضح أن استخدام الطائرات بدون طيار في النزاعات الإقليمية لم يعد مجرد خيار، بل أصبح أداة فعالة لإعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري، ومع استمرار التطورات، يبقى التساؤل قائماً حول ما إذا كان هذا التحرك بداية لحقبة جديدة من الصراعات غير التقليدية في الشرق الأوسط!!.