تُثير موجة استنكار واسعة.. إزالة الرموز والشعائر من مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليهما السلام)
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت العتبة المقدسة لمرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليهما السلام) في سوريا أنها تلقت أوامر بجمع وإزالة الأعلام، والترب، ومفاتيح الجنان، وكتب الزيارات من المقام الشريف. تأتي هذه التطورات بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المنطقة التي يقع فيها المزار، ما أدى إلى فرض تغييرات على الطقوس والمظاهر الدينية المرتبطة به.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي أحد عناصر الجماعات المسلحة، وهو يقوم بإزالة مظاهر الحزن التي ارتداها المرقد بمناسبة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). الفيديو أثار استياءً واسعاً بين المسلمين الشيعة ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف أنحاء العالم، معتبرين هذه الخطوة تعدياً على المقدسات وإساءة للموروث الديني والثقافي.
منظمات دولية عدة أعربت عن قلقها من تصاعد التطرف وفرض سياسات تهدد حرية العقيدة في سوريا. ودعت هذه المنظمات إلى تبني الحوار كوسيلة أساسية لحل النزاعات واحترام التنوع الديني والمذهبي، مشددة على أن مثل هذه الإجراءات تؤدي إلى تعميق الانقسامات وتهديد وحدة المجتمع السوري.
وأكدت المنظمات الدولية على أهمية نبذ الطائفية بكافة أشكالها، سواء كانت دينية أو عرقية، واعتبار الانتماء للوطن المعيار الأوحد للعلاقات بين أفراد المجتمع. واعتبرت أن احترام جميع العقائد والمقدسات يُعد خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء دولة جامعة تعكس التنوع الثقافي والديني الذي يميز سوريا.
هذه الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبيرة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية، حيث يبقى التعايش السلمي بين مختلف الأطياف الدينية والمذهبية شرطاً أساسياً لتحقيق الأمن وإعادة بناء النسيج الاجتماعي المتضرر بفعل سنوات طويلة من الحرب والانقسامات.