شيعة وأقليات سورية يتجهون إلى لبنان بعد سقوط نظام الأسد
بعد سقوط نظام بشار الأسد على يد الفصائل المعارضة المسلحة السنية، شهدت الحدود السورية اللبنانية تدفقًا متزايدًا للاجئين السوريين، خاصة من الطائفة الشيعية والأقليات الدينية الأخرى، الذين يهربون من المخاوف من الاضطهاد، رغم التصريحات التي تطمئنهم بالأمان من الفصائل المسيطرة في سوريا.
وفي تقرير نشرته وكالة “رويترز”، أوضح مسؤول لبناني أن أكثر من 100,000 شخص، معظمهم من الأقليات الدينية، عبروا إلى لبنان منذ بداية الأسبوع الجاري. ورغم أن الكثير من اللاجئين اضطروا لاستخدام معابر غير رسمية، إلا أن الأرقام الدقيقة لا تزال غير واضحة.
على المعابر الحدودية الرئيسية بين سوريا ولبنان، أفاد العديد من الشيعة الفارين بأنهم تلقوا تهديدات بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانًا بشكل مباشر. وقالت سميرة بابا، إحدى اللاجئات: “لم نكن نعرف مصدر التهديدات، ولكننا شعرنا أن الوقت قد حان للرحيل”.
ورغم تأكيدات فصيل “هيئة تحرير الشام” الذي يسيطر على المناطق المحررة في سوريا على حماية الشيعة، لا يزال القلق يخيم على اللاجئين. وقال أيهم حمادة، أحد الجنود السابقين: “النظام انهار بشكل مفاجئ، ولم نجد أي حماية، نخشى من القتل الطائفي”.
في بلدة نبل ذات الغالبية الشيعية بشمال سوريا، بدأ بعض السكان بالعودة بعد تطمينات من القادة المحليين حول تحسن الأوضاع، إلا أن المخاوف ما زالت قائمة بين البعض، حيث أكد أحد السكان: “نحن شيعة والقيادة الجديدة سُنّية، ولا نعلم ما الذي سيحدث لنا في المستقبل”.
وفي الوقت ذاته، بدأ السكان في بلدة نبل بترميم المنازل المتضررة، مع تأكيد المسؤولين المحليين أن الخدمات الأساسية قد تمت استعادتها تدريجيًا، وأن حماية الأقليات ستظل أولوية لضمان الاستقرار في المنطقة بعد التغيرات السياسية والعسكرية الأخيرة.