تصاعد المجازر ضد شيعة أهل البيت في سوريا وسط ازدياد التوترات الطائفية والعنف الممنهج
تشهد سوريا في الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في المجازر والانتهاكات المروعة بحق أبناء الطائفة الشيعية من العلويين والجعفريين والإسماعيليين. مقاطع فيديو وصور انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر عمليات قتل جماعي وإعدامات ميدانية في حمص، وحماة، واللاذقية، وريف دمشق، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية والطائفية التي تواجهها هذه المناطق.
من بين المقاطع التي أثارت الرأي العام، كان هناك فيديو لإعدام 52 جنديًا شيعيًا في حماة وسط هتافات جمع غفير من الناس، إضافة إلى مشهد مروع لإعدام مواطن شيعي يُدعى طلال في ريف حمص، حيث عُلّق على رافعة بطريقة تعيد للأذهان مآسي الفلوجة.
وسائل إعلام مختلفة أكدت أن هذه الجرائم تُنفّذ برعاية جهات متطرفة، دعت أنصارها لتنفيذ عمليات القتل دون توثيقها، ومن بين هذه الدعوات، تغريدات للقيادية الإخوانية إحسان الفقيه التي طلبت من المنفذين “قتل الضحايا بصمت” دون استخدام الهواتف لتوثيق الجرائم.
إلى جانب ذلك، أظهرت تقارير إعلامية استهدافًا ممنهجًا لعلماء سوريين بارزين، مثل اغتيال البروفسورة زهرة الحمصية، عالمة الذرة الميكروبيولوجية، والعالمة شادية حبال، المتخصصة في الفيزياء وعلوم الفلك، في العاصمة دمشق، مما يشير إلى محاولة القضاء على العقول العلمية في سوريا.
من جهة أخرى، كشف تقرير لموقع روسي عن اقتحام مسلحي المعارضة مستشفيات في الساحل السوري، حيث قتلوا جنودًا جرحى كانوا يتلقون العلاج، مع تسجيل حالات تصفية واسعة في المنازل والشوارع.
يأتي هذا العنف وسط تصريحات تؤكد وجود تنسيق بين بعض الجماعات المسلحة في سوريا والكيان الإسرائـ،ـيلي، بحسب تقارير إعلامية وشهادات ميدانية، بهدف تدمير القدرات العسكرية السورية واستهداف مكونات المجتمع المختلفة، بما فيها الطائفة الشيعية.
الهجمات لم تقتصر على البشر فحسب، بل طالت المقدسات الشيعية، حيث تم دخول مسلحين إلى ضريح السيدة زينب (عليها السلام) وضريح السيدة رقية (عليها السلام)، ما يعكس استهدافًا واضحًا للرموز الدينية والتاريخية للطائفة الشيعية.
هذه الأفعال تدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل التعايش في سوريا، وتحمِّل المجتمع الدولي مسؤولية التدخل الفوري لوقف هذه المجازر الطائفية وحماية الأبرياء.