تدفق نازحي الطائفة الشيعية من سوريا إلى البقاع اللبناني يهدد بأزمة إنسانية
شهدت بلدات البقاع الشمالي في لبنان تدفق آلاف النازحين السوريين من الطائفة الشيعية خلال الأيام الأخيرة، في رحلة محفوفة بالمخاطر استغرقت أربعة أيام، لتبرز ملامح أزمة إنسانية جديدة تضيف عبئًا إضافيًا على منطقة تعاني بالفعل من تداعيات الحرب الأخيرة.
النازحون، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، يعيشون ظروفًا قاسية في ظل غياب المأوى ودرجات الحرارة المتدنية. كثيرون باتوا ينامون في العراء أو داخل سياراتهم، بينما تسود حالة من الغياب شبه الكامل للمنظمات الأممية وهيئات المجتمع المدني المعنية بالإغاثة.
يشير مفلح شكر، أحد سكان بلدة النبي شيت، التي استقبلت أكثر من 500 نازح، إلى “معاناة شديدة في توفير الاحتياجات الأساسية من فرش وأغطية لمساعدة اللاجئين”. وأضاف: “النازحون يعيشون ظروفًا قاسية، مع غياب تام للجمعيات الإنسانية التي كان من المفترض أن تكون في طليعة المستجيبين”.
وأبدى شكر استياءه من غياب هذه الهيئات، معتبرًا أن “الإنسانية لا يمكن أن تكون مجرد شعارات ترفعها المنظمات في أوقات معينة وتختفي في أوقات الحاجة الملحة”.
ورغم التجارب السابقة التي أثبتت فيها المنظمات الدولية والمجتمع المدني قدرتها على الاستجابة السريعة للأزمات، مثل أزمة اللاجئين السوريين والنزوح اللبناني خلال الحرب الأخيرة، إلا أن الاستجابة الحالية تبدو غائبة بشكل لافت. هذا النقص في الدعم يثير تساؤلات حول أسباب غياب هذه المنظمات وتراجع دورها في وقت يعاني فيه اللاجئون من أوضاع مأساوية.
النازحون الذين لجأوا إلى القرى اللبنانية، يعانون في ظل ضعف الموارد المتوفرة لدى سكان تلك المناطق، الذين هم أنفسهم بحاجة إلى المساعدة بعد تعرضهم لأضرار الحرب. ويؤكد الأهالي أن الاستمرار في تجاهل هذه الأزمة سيؤدي إلى تفاقم المعاناة، داعين إلى تدخل فوري من قبل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم وتأمين احتياجات النازحين الأساسية من مأوى ومواد غذائية وطبية.
الأزمة الإنسانية التي تلوح في الأفق تحتاج إلى استجابة عاجلة وشاملة، لتجنب كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى التحديات التي تواجهها المنطقة.