أخبارالعالم

“أن نكون مختلفين: المسلمون في الهند”.. كتاب يكشف عن تاريخ مضطرب وتجربة اضطهاد الشيعة والمسلمين

يقدم الصحفي الهندي سعيد نقوي في كتابه “أن نكون مختلفين: المسلمون في الهند” رؤية عميقة حول تزايد السخط والاضطهاد ضد المسلمين والشيعة في الهند. الكتاب ليس مجرد تأريخ سياسي للإسلام في الهند، بل هو سرد لتجربة شخصية تسلط الضوء على مراحل مهمة في تاريخ الهند الحديث والتغيرات الاجتماعية والسياسية التي أثرت على المجتمع الإسلامي.
يبدأ نقوي بفصل يصف فيه دور منطقة “عوادة”، التي كانت معقلًا للثقافة الشيعية، حيث اعتُبر المذهب الشيعي الدين الرسمي للمنطقة في أواخر القرن الثامن عشر. ويشير إلى نهاية حكم “واجد علي شاه”، آخر حكام عوادة، التي شهدت بداية ضم المنطقة للمستعمرات البريطانية، مما أشعل شرارة انتفاضة عام 1857 ضد الاستعمار.
الكتاب يستعرض أيضًا تأثيرات المستعمر البريطاني، الذي عمد إلى تطبيق سياسة “فرق تسد” بين المسلمين والهندوس، ما أدى إلى تقسيم الهند لاحقًا واندلاع موجات من العنف الطائفي. ويركز المؤلف على أحداث المسجد البابري كحدث محوري أدى إلى اضطرابات واسعة النطاق وأبرز فشل الحكومة الهندية في إدارة النزاعات الطائفية.
كما يناقش الكتاب أعمال الشغب الطائفية التي شملت مناطق مثل غوجارات، وبومباي، ومظفرناغار، مشيرًا إلى أن هذه الاضطرابات كانت نتيجة لتسييس الهويات الدينية والصراعات الاجتماعية. منتقداً تعامل السلطات مع قضية كشمير، مسلطًا الضوء على الانتهاكات التي يعاني منها المسلمون في المنطقة ومناطق أخرى في الهند.
يرى المؤلف أن الإسلام كان في الماضي رمزًا للتنوع الثقافي والديني في الهند، لكنه يأسف لأن هذا الاندماج بات تحت الحصار اليوم، حيث يُتهم المسلمون بالانعزالية ولا يحظون بدعم حكومي.
يعد الكتاب دعوة للتأمل في الأسس التي بني عليها المجتمع الهندي المتعدد الثقافات والدروس المستفادة من التاريخ، مع تسليط الضوء على دور المجتمع الدولي في مواجهة الانتهاكات المستمرة ضد المسلمين والشيعة في الهند.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى