الأزهر يعلن تأسيس مركز عالمي للذكاء الاصطناعي لحفظ القرآن والحديث
أعلن الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، عن إطلاق مشروع تأسيس مركز الأزهر العالمي للذكاء الاصطناعي، الذي يسعى إلى حماية القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتراث الإسلامي من أي تحريف أو تبديل. جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي العاشر لكلية التربية للبنين بالقاهرة، الذي انعقد تحت شعار “الذكاء الاصطناعي ومنظومة التربية: الطموحات والمخاطر”.
وأوضح الدكتور داود أن المركز يهدف إلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة النصوص الإسلامية، لضمان الحفاظ على دقتها وصحتها عبر الأجيال. كما أشار إلى الأبعاد الأخلاقية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، محذراً من مخاطره المتعددة، ومنها التجسس على الأفراد وانتهاك الخصوصيات، إضافة إلى المخاطر الاجتماعية مثل الإدمان الإلكتروني، الذي وصفه بأنه لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات، خاصة على الأطفال والشباب.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن الوسائل الرقمية الحديثة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، رغم فوائدها العظيمة، قد تؤدي إلى تقليل الاعتماد على البحث والاجتهاد العلمي، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً في مجالات التعليم والبحث. كما لفت إلى المخاطر المترتبة على الاستخدام المفرط للتطبيقات الإلكترونية، بما في ذلك تأثيرها السلبي على النوم والأداء الأكاديمي لدى طلاب الجامعات.
وأكد الدكتور داود أهمية توخي الحذر في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الاعتماد المفرط عليه قد يؤدي إلى ضعف الجهود البشرية في البحث العلمي، واستسلام الباحثين أمام “العقل الصناعي”، ما قد يعزز التبعية الفكرية لهذا التطور التقني.
يأتي تأسيس مركز الأزهر العالمي للذكاء الاصطناعي في إطار رؤية الأزهر لمواكبة العصر وحماية التراث الإسلامي من الأخطار التي قد تنجم عن التغيرات التكنولوجية المتسارعة، مع السعي لتعظيم الاستفادة من هذه التقنيات في خدمة رسالة الإسلام.
