مدارس طالـ،ـبان في أفغانستان: مناهج تُعمّق جذور العنف والتطرف في المنطقة
أثارت توسعة حركة طالـ،ـبان لشبكة المدارس الدينية في أفغانستان، التي بلغ عددها نحو 20 ألف مدرسة، قلقًا واسعًا بسبب المناهج المعتمدة فيها والتي تُعتبر المحرك الأساسي لانتشار الفكر المتطرف والعنف في المنطقة.
تعتمد هذه المدارس على مناهج مستمدة من مدارس باكستانية قديمة، أبرزها “دار العلوم الحقانية”، التي خرج منها العديد من قادة طالـ،ـبان. هذه المناهج لا تقتصر على التعليم الديني بل تشمل برامج تُرسخ فكرًا مناهضًا للحداثة والعلوم العصرية، مما يؤدي إلى تغذية الفكر الجهادي بين الطلاب.
ويرى خبراء أن هذه المدارس تعمل كأدوات لتجنيد جيل جديد من المتطرفين، حيث تُعد خريجيها كجنود محتملين في حروب مستقبلية، ما يُهدد استقرار أفغانستان والدول المجاورة. وبحسب الكاتب الأفغاني عصمت قانع، فإن هذه المدارس ليست مجرد مراكز تعليم ديني بل قواعد تدريب عسكرية وفكرية، تمثل امتدادًا لمنهجية زرعت بذور العنف منذ عقود في المنطقة.
وأفادت تقارير مستقلة أن حركة طالـ،ـبان لا تعلن بوضوح عن المناهج الدراسية أو الجهات المشرفة على التعليم في هذه المدارس، ما يُصعّب مراقبة محتواها. وتُشير إلى أن هذه المناهج تُروج بشكل منهجي لأفكار متطرفة تتعارض مع مراجع إسلامية معتبرة، مما يجعلها مصدرًا محتملاً لاضطرابات مستقبلية.
يقول الأكاديمي الأفغاني ذبيح الله إن “أفغانستان تتحول تدريجيًا إلى مدرسة جهادية كبيرة”، محذرًا من تأثير هذه السياسة على الأجيال القادمة، إذ يُتوقع أن يتخرج من هذه المدارس مليون شخص يحملون أفكارًا متطرفة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وبينما تغلق طالـ،ـبان أبواب الجامعات والمدارس الحديثة أمام الفتيات وتستبدل المعلمات برجال دين، تواصل تعزيز هذه المدارس الدينية التي تحظى بدعم القيادة السياسية للحركة. في المقابل، يتزايد القلق من أن هذه المؤسسات لا تُسهم في نهضة تعليمية بل تُكرس الفكر المتطرف، مما يجعل مستقبل أفغانستان أكثر غموضًا وخطورة.