معاناة شيعة أهل البيت في سوريا: نبل والزهراء جرح مفتوح في قلب المأساة الإنسانية
وسط أجواء مشحونة بالآلام والمعاناة، يعيش سكان مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين في سوريا ظروفًا تفوق الوصف، لا لذنب سوى انتمائهم وولائهم لمحمد وآل محمد عليهم السلام. المدن المحاصرة منذ سنوات تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة الولاء الذي يُترجم في قلوبهم إيمانًا، وفي حياتهم معاناة لا تنتهي.
ورغم التصريحات التي تدعي “إعطاء الأمان” لسكان نبل والزهراء، فإن الواقع يشير إلى نقيض ذلك تمامًا. فآلاف العائلات تعيش في خوف دائم، بين تهديد مباشر ومصير مجهول. عائلات شيعية بأكملها احتجزتها الجماعات المسلحة، ولا يزال مصير العديد منهم مجهولًا، بينما يتم الترويج لإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية كجزء من دعاية إعلامية. لكن الواقع يشير إلى نقلهم إلى مناطق مثل شمال السفيرة، وتحديدًا إلى مسجد الجنيد، في ظروف مأساوية تفتقر إلى أدنى مقومات “الأمان” الذي يُدعى تحقيقه.
وتسعى الجماعات المسلحة، عبر ادعاءاتها المتكررة بتقديم مساعدات إنسانية، إلى تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، لكن على أرض الواقع، يعيش السكان في ظروف لا يمكن وصفها إلا بالمأساوية، معاناة الجوع، والمرض، وفقدان الأحبة أصبحت تفاصيل يومية في حياة الأهالي، وسط عجز كامل عن الوصول إلى المساعدات أو العودة إلى منازلهم بأمان.
أطفال ينامون في الشوارع، نساء مريضات يحتضرن دون علاج، وشيوخ يموتون من التعب دون أن يجدوا مأوى يقيهم برد الليل، عائلات دفنت أحباءها دون غسل أو كفن، وأخرى تأكل ما تبقى من فتات في مشهد يعكس قسوة الحياة التي لا يمكن تحملها. أحد الرجال يبكي قائلًا: “لا نريد طعامًا أو شرابًا، نريد فقط أن نموت بين أبنائنا في بيوتنا.”
أمام هذه الظروف القاسية، تتصاعد نداءات الاستغاثة من سكان نبل والزهراء ومن كل مناصريهم، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لإنقاذ المحتجزين في السفيرة وإعادتهم إلى مناطقهم أو ذويهم في دمشق.
إن ما يحدث في نبل والزهراء ليس مجرد معاناة، بل هو مأساة إنسانية تُصيب قلب العدالة بالصمم، وضمير الإنسانية بالعمى، هذه المدن تصرخ، وهذه الأصوات تطالب بإنقاذها، فهل من مستجيب لهذا النداء؟ هل من يد تمتد لتخفيف هذا الألم الذي فاق الجبال؟