وصفت صحيفة واشنطن بوست في مقال للكاتب إيشان ثارور، الحرب المستمرة في السودان بأنها “أسوأ كارثة جوع على كوكب الأرض”، محذرة من أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي دخل شهره التاسع عشر، ألحق دمارًا هائلًا بالدولة الأفريقية الكبرى، وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ووفقًا للمقال، فإن حوالي 26 مليون سوداني باتوا في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية، فيما تشهد البلاد واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم. ونقل الكاتب عن أليكس ماريانيللي، المدير القُطري بالإنابة لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، قوله: “ما يحدث هنا هو أسوأ كارثة جوع عالمية اليوم”.
وأشار المقال إلى أن الحرب أدت إلى انهيار الاقتصادات المحلية، وتعطيل تدفق السلع، مما تسبب في ارتفاع حاد بأسعار الغذاء، ليصبح الحصول على المواد الأساسية خارج متناول معظم السودانيين. موضحاً أن إيصال المساعدات إلى بلد مترامي الأطراف، يضج بالجماعات المسلحة والنزاعات المحلية، يمثل تحديًا كبيرًا، في ظل بنية تحتية متدهورة وطرق تغمرها مياه الأمطار الموسمية.
وأكد المقال أن قوات الدعم السريع متهمة بارتكاب فظائع متعددة، بينها المجازر والعنف الجنسي الجماعي ضد المدنيين. كما أشار إلى قصف مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، الذي تسبب في سقوط ضحايا ونزوح جماعي، ووصف الوضع هناك بأنه “فوضى عارمة”، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود.
وفي تعليق لماريانيللي من قاعدة برنامج الأغذية العالمي في بورتسودان، أوضح أن انعدام الأمن والفوضى في ساحات المعارك يعوقان بشدة إيصال الإمدادات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة، قائلاً: “الحرب تبدو منسية، على الأقل من وجهة نظرنا هنا. آمل أن يدرك العالم حقيقة ما يحدث في السودان عام 2024”.
واختتم الكاتب مقاله بتوجيه انتقاد للنظام الدولي “الفاشل”، الذي وصفه بأنه غير مبالٍ بما يحدث، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف إطلاق النار، وإنقاذ ملايين الأرواح المهددة بالمجاعة والانهيار.