الإرهاب في باراتشينار: جذوره التاريخية وأبعاده السياسية وتأثيره على الشيعة
أوضح الأكاديمي والعلّامة الباكستاني البارز، حجة الإسلام الشيخ “علي تقوي” وعبر لقاء صحفي، الجذور التاريخية والسياسية والاجتماعية المؤدية إلى موجة الإرهاب المستمر ضد المجتمعات الشيعية في بلدة “باراتشينار” شمالي شرق البلاد.
وقال “تقوي” في مستهل اللقاء، “لقد بدأ نمو تنظيم (د1عش) الإرهـ،ـابي في المقام الأول، في المقاطعات الشرقية من أفغانستان والمناطق القبلية المحاذية لها في باكستان، حيث تقع (باراتشينار) في قلب هذه المنطقة. وبالتالي، فإن البيئة المحيطة بها، ما هي إلا موطن للجماعات المتطرفة التي تلعب بشكل مباشر وغير مباشر، دوراً في الهجمات التي تستهدف السكان الشيعة، والذين تعتبر هذه الجماعات مهمتها الأساسية، متجذرةً بشكل أساسي في اضطهادهم وقتلهم”.
وعزا العلّامة، الوضع الحالي إلى السياسات التي تم إدخالها خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي، عندما دعمت الحكومة العسكرية الباكستانية، المقاومة الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي، موضحاً أن “انتشار الإيديولوجية التكفيرية قد بدأ خلال هذه الفترة، مما أدى إلى صراعات داخلية لاحقة بين القبائل الشيعية في باراتشينار، والجماعات المتطرفة”.
وأشار الشيخ “تقوي” في سياق اللقاء، إلى الأنشطة المتنامية للجماعات الإرهـ،ـابية الأخرى مثل “سيباه صحابة”، و”حركة طالبـ،ـان الباكستانية”، واللتان وصفهما بأنها كانتا “أداة في العنف الموجّه للشيعة”، مستنكراً في الوقت ذاته، ضعف قدرات الدولة، وخاصة في الإقاليم الحدودية مثل “خيبر بختونخوا” التي تضم بلدة “باراتشينار”.
وفي معرض حديثه عن دور وسائل الإعلام، دعا العلّامة البارز، إلى زيادة الاهتمام العالمي بمحنة الشيعة في “باراتشينار”، مؤكداً إن “هذا العنف يرقى إلى ما قد يطلق عليه الكثيرون (إبادة جماعية)، لأنه يشمل تدمير أراضي الشيعة ومساجدهم ورموزهم الدينية والثقافية”.