أخبارأفغانستانالعالم الاسلامي

تحت حكم طالبـ،ـان.. الألغام في أفغانستان: محنة مستمرة تهدد الأطفال والمدنيين

تعد أفغانستان واحدة من أكثر دول العالم تلوثاً بالألغام والمتفجرات التي خلفتها أربعون عاماً من الحروب، ما يجعل حياة الملايين من سكانها، ولا سيما الأطفال والمدنيين، مهددة بشكل دائم. فقد أسفرت النزاعات الداخلية التي شهدتها البلاد، بمشاركة طالبـ،ـان وجماعات إرهـ،ـابية أخرى، عن زرع كميات هائلة من الألغام والمتفجرات اليدوية في مختلف أرجاء البلاد.
رغم الجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة والمؤسسات الحكومية لإزالة هذه الألغام، فإن تقريراً صادراً عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) كشف أن نحو 1209 كيلومترات من الأراضي الأفغانية ما زالت ملوثة. وأضاف التقرير أن 3.2 مليون شخص يعيشون على بعد كيلومتر واحد من حقول الألغام، مع وجود تهديدات مباشرة تطال سكان 271 منطقة في البلاد.
تشير الإحصاءات إلى أن الأطفال يشكلون 86% من ضحايا انفجارات الألغام والمتفجرات، إذ تُسجل شهرياً وفاة أو إصابة ما معدله 50 شخصاً، معظمهم من هذه الفئة. وأدى تفاقم الفقر في البلاد إلى تفاقم المشكلة، حيث تجبر الظروف الأسر ذات الدخل المحدود على البحث عن المعادن في المناطق الملوثة، مما يتسبب في 88% من حوادث الانفجار.
منذ عام 1989، قتل أو أصيب أكثر من 45 ألف مدني أفغاني جراء الألغام، وفقاً لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام. ومع ذلك، تواجه خطة إزالة الألغام في أفغانستان عجزاً مالياً كبيراً، حيث تم تأمين 40% فقط من ميزانية عام 2024، ما دفع العديد من الجهات الفاعلة في هذا المجال إلى تعليق أنشطتها.
يحذر خبراء من أن استمرار نقص التمويل سيبقي ملايين الأشخاص عرضة للخطر. وأكد “أوتشا” أن الاستثمار في إزالة الألغام ليس فقط وسيلة لتطهير الأراضي، بل هو خطوة نحو مستقبل أكثر أماناً واستقراراً، حيث يسهم في تحسين التعليم والصحة والموارد الطبيعية، ويعيد الأمل للمجتمعات الأفغانية التي عانت طويلاً من تبعات الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى