من ذي قار إلى النجف.. جموع الموالين تُحيي الفاجعة الفاطمية بمسيرة العزاء الراجلة
في مشهد يغمره الحزن والولاء، تواصل الحشود الموالية زحفها الفاطمي الراجل صوب مدينة النجف الأشرف، حيث مرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لتقديم العزاء في ذكرى استشهاد البضعة الطاهرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وفق الرواية الثالثة، التي توافق مرور تسعين يومًا لاستشهادها بعد استشهاد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).
وقال القائمون على المسيرة في تصريح خاص لـ”وكالة أخبار الشيعة”، أن جحافل العزاء انطلقت من مدينة الناصرية في محافظة ذي قار جنوب العراق، قبل ثلاثة أيام، بقيادة موكب “شهيد الجمعة الحسيني” الذي اعتاد تنظيم هذه المسيرة السنوية. وأوضحوا أن المسيرة يتقدمها النعش الرمزي للسيدة الزهراء (عليها السلام)، يرفعه السائرون، في تعبير مؤثر عن الحزن العميق والوفاء الأبدي لصاحبة المصاب.
وبرفع الرايات السوداء والشعارات الولائية، صدحت حناجر السائرين بمراثٍ تفيض بالحب والوفاء للعترة النبوية الطاهرة، مستذكرين مصاب الزهراء الكبرى (عليها السلام) وما تعرضت له من ظلم وآلام بعد استشهاد أبيها (صلى الله عليه وآله).
وأكد القائمون على الموكب أن هذه المسيرة ليست مجرد خطوات على درب العزاء، بل هي رسالة متجددة للأجيال، تهدف إلى ترسيخ قيم الولاء لآل البيت (عليهم السلام) وتعميق الارتباط بمنهجهم القويم. وأشاروا إلى أن المسيرة، بقيادة النعش الرمزي، تمثل رمزًا للثبات على نهج الزهراء (عليها السلام)، تلك السيدة الجليلة التي كانت منارة للحق والصبر، وتجسيدًا لرسالتها الخالدة.
ووصف المشاركون هذه المسيرة بأنها شهادة وفاء متجددة للسيدة الزهراء (عليها السلام)، سيدة الأحزان الكبرى، مؤكدين أن ولاءهم يتجدد عامًا بعد آخر، وأن أقدامهم لا تتعب على درب الدفاع عن مظلوميتها ومظلومية أهل بيت النبوة.
ومن المنتظر أن تصل قوافل السائرين إلى مدينة النجف الأشرف في الأيام المقبلة، حيث سيُقام مجلس عزاء مهيب عند مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام)، في لوحة تفيض بالحب والوفاء لصاحبة المصاب الأعظم.