شيعة أهل البيت عليهم السلام.. يتحدون التغير المناخي ويثبتون ولاءهم لأئمتهم عليهم السلام
تناولت صحيفة واشنطن بوست في تقرير حديث تأثيرات التغير المناخي على الشعائر والمناسك الدينية حول العالم، مشيرةً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة وما يترتب عليه من ظواهر بيئية يهدد الأضرحة المقدسة والشعائر المرتبطة بها، ومنها الزيارة الأربعينية، التي تعدّ أكبر تجمع ديني سنوي في العالم.
وبحسب التقرير، يؤثر تغير المناخ بشكل ملحوظ على ممارسات العبادة في مختلف أنحاء العالم، بدءًا من ذوبان القمم الجليدية في جبال الأنديز وصولًا إلى ارتفاع منسوب المحيطات الذي يهدد أماكن العبادة الساحلية. وتوضح الصحيفة أن الزوار والممارسين لهذه الشعائر غالبًا ما يبتكرون طرقًا جديدة للتكيف مع التحديات، إلا أن هذه الظروف تترك أثرًا على تقاليد عمرها قرون.
وفيما يخص الزيارة الأربعينية، يوضح التقرير أن ملايين المسلمين الشيعة من أنحاء العالم يسيرون إلى كربلاء المقدسة في العراق لإحياء ذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام). ورغم أن الرحلة تمتد مئات الكيلومترات تحت ظروف جوية قد تكون قاسية، فإن الزوار يصرون على المضي قدمًا، مؤكدين تمسكهم بعقيدتهم.
ورغم تزايد المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي، كارتفاع درجات الحرارة والجفاف، فإن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) يواصلون مسيرتهم في هذه الشعائر المقدسة، مستلهمين من تضحيات أئمتهم صلابة الموقف وعمق الولاء. على مر العصور، لم تثنهم المتغيرات الأمنية، ولا الاقتصادية، ولا حتى الأوبئة عن السير على درب الولاء، موقنين بأن الإيمان والارتباط بمبادئ الإمام الحسين (عليه السلام) هو ما يمنحهم القوة لمواجهة التحديات.
التاريخ يشهد أن الزيارة الأربعينية ليست مجرد تجمع بشري، بل هي رسالة عقائدية متجذرة تعبر عن الإصرار على الثبات والوفاء، مهما بلغت قسوة المناخ أو تغيرات الزمان. إنها تجسيد عملي لمعنى “هيهات منا الذلة”، شعار الموالين الذي يتردد صداه في قلوبهم جيلاً بعد جيل.