نشرت محطة “آي نيوز I News” التلفزيونية البريطانية، تقريراً خاصاً سلّطت من خلاله الضوء على تفاصيل الاتفاق الذي عقدته حكومتها مع نظيرتها العراقية مؤخراً حول أزمات الهجرة غير الشرعية وعمليات تهريب البشر عبر الحدود.
وقالت المحطة في تقريرها الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، إن “من بين أبرز البنود التي سافرت وزيرة الداخلية البريطانية (إيفيت كوبر) إلى العراق هذا الأسبوع من أجل توقيع اتفاقية بخصوصها، هي إعادة طالبي اللجوء العراقيين غير الحاصلين على الموافقة من المملكة المتحدة، إلى بلادهم بعد توقيع الاتفاقية”.
وأضاف التقرير أن “إنفاق وزارة داخلية المملكة المتحدة على موضوع اللجوء، قد ارتفع بنسبة (36 %) أي إلى (5.38) مليار جنيه إسترليني منذ العام الماضي، في الوقت الذي ازداد فيه عدد طالبي اللجوء الذين يتم إيواؤهم مؤقتاً في الفنادق، بأكثر من (6000) شخص منذ تولي حزب العمال السلطة، أي إلى (35651) في نهاية شهر أيلول الماضي، وفقاً لأرقام جديدة نُشرت يوم أمس الخميس”.
وفي السياق نفسه، فقد سعت الجهات القائمة على عقد هذه الاتفاقية مع العراق، إلى تكثيف عودة المهاجرين الى بلادهم، ومعالجة تدفّق طالبي اللجوء عبر القناة بصورة ميدانية في محاولة للحد من عبور القوارب الصغيرة الى الأراضي البريطانية، وهو ما وصفه المراقبون، بأنه أقرب ما يكون الى الاتفاقات التي أبرمتها رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة “جورجيا ميلوني”، مع دول شمال أفريقيا.
كما ستتضمن الاتفاقية، قيام المملكة المتحدة بمنح العراق مبلغ (500) ألف جنيه إسترليني لتدريب قوات الأمن المحلية على تأمين الحدود، ودعم المشاريع في إقليم كردستان العراق، بما في ذلك قوة مهام جديدة، بهدف مكافحة تهريب البشر، بالإضافة الى (300) ألف جنيه إسترليني لمساعدة العراق في بناء قدرته على التصدي للجريمة المنظمة بما في ذلك عمليات الهجرة، وتدفق المخدرات، الى جانب مكافحة مهربي البشر الناشطين.
يذكر أن المهاجرين العراقيين هم في طليعة الجنسيات الأكثر وصولاً الى الأراضي البريطانية عبر القوارب الصغيرة، ففي النصف الأول من العام الحالي وحده، وصل (3002) عراقي على متن قوارب صغيرة، حيث تم ترحيل (26) منهم فقط، بينما وافق (193) آخرون على العودة إلى ديارهم طواعية.
يأتي هذا وسط تركيز حكومي أوسع على تعزيز العودة الطوعية، مع زيادة بنسبة (30%) في عمليات الترحيل القسري إلى (2061) شخصاً منذ تولي حزب العمال السلطة في بريطانيا مطلع تموز الماضي، مقارنةً بنفس الفترة من العام السابق.