اشتباكات دامية في باكستان: مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات في مواجهات بين أنصار عمران خان والقوات الأمنية
تواصلت الاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي بين أنصار رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، والقوات الأمنية في العاصمة إسلام آباد، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، بينهم 4 من قوات الأمن، وإصابة العشرات.
وأعلنت السلطات تفويض القوات الأمنية “بإطلاق النار” على المتظاهرين الذين وصفوا بـ”مثيري الشغب”، وذلك عقب احتجاجات اندلعت للمطالبة بالإفراج عن خان. وأفادت وسائل إعلام محلية أن أنصار حزب “حركة إنصاف” اصطدموا بسيارة على طريق “سريناغار” السريع بقوات الأمن، مما أدى إلى مقتل 4 عناصر أمنية وإصابة 5 آخرين.
في بيان أصدره رئيس الوزراء شهباز شريف، الثلاثاء 26 نوفمبر 2024، وصف الاحتجاجات بأنها “أعمال تطرف تهدف إلى تحقيق مخططات سياسية شريرة”. وأضاف شريف أن الجيش نُشر في العاصمة “لحفظ النظام العام” بعد تصاعد أعمال العنف.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن الجيش تلقى تعليمات للتعامل مع من وصفهم بالمجرمين بيد من حديد”، بما يشمل فرض حظر التجوال وقطع خدمات الإنترنت والاتصالات في إسلام آباد.
واحتشد المئات من أنصار “حركة إنصاف” في منطقة “ديتشوك” وسط العاصمة، قرب مباني حكومية مثل المحكمة العليا والبرلمان، مطالبين بإطلاق سراح عمران خان. وقادت الاحتجاجات شخصيات بارزة في الحزب، منها بشرى بيبي، زوجة خان، ورئيس وزراء إقليم خيبر بختونخوا، علي أمين جاندابور.
ولمنع تدفق قوافل المحتجين، لجأت السلطات إلى إغلاق الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة باستخدام حاويات شحن، ونشرت قوات الشرطة وشبه العسكرية مع تخويل باستخدام الذخيرة الحية.
وتأتي هذه الاشتباكات وسط تصاعد التوترات السياسية في باكستان منذ اعتقال عمران خان، الذي يواجه اتهامات بالفساد، وسبق أن شهدت البلاد احتجاجات مشابهة بعد اعتقاله، إلا أن الاشتباكات الأخيرة تسجل مستويات غير مسبوقة من العنف، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.