استضافت العاصمة البوسنية سراييفو ندوة بعنوان “القيم الإسلامية ودور الأسرة في دعم التعليم المدرسي”، تحت إشراف مديرية الشؤون الدينية التابعة لرئاسة الجالية الإسلامية في البوسنة والهرسك، ضمن فعاليات برنامج “أيام الدراسة 2024”.
وشهدت الندوة مشاركة واسعة من علماء الدين والمتخصصين، إلى جانب مفتين وأئمة وخبراء في التعليم الديني، بالإضافة إلى ممثلي جمعيات ومؤسسات إسلامية، حيث ناقشوا سبل تعزيز القيم الإسلامية في التعليم وتفعيل دور الأسرة في دعم المدارس.
في كلمته خلال الندوة، أكد الدكتور أنيس لييفاكوفيتش، نائب المفتي العام للبوسنة والهرسك، على أهمية إدخال أفكار جديدة في التعليم المدرسي، مشددًا على ضرورة تطوير النظام التعليمي بشكل مستمر. ولفت إلى أن الآباء يمثلون المعلمين الأوائل لأبنائهم، وأن تعليم الأجيال القيم والأخلاق الإسلامية هو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة.
بدوره، أوضح الدكتور أنيس سفراكا، رئيس قسم المدارس والشباب بإدارة الشؤون الدينية، أن الإدارة تنظم باستمرار أنشطة وندوات بهدف تبادل الخبرات وتحسين جودة التعليم، مشيرًا إلى أن دعم الأسرة والمدرسة معًا أمر ضروري لتهيئة بيئة تعليمية متكاملة للأطفال.
وقال سفراكا: “الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، والمدرسة هي المؤسسة التعليمية الأهم؛ لذا، يجب رعاية المؤسستين ودعمهما بالشكل المطلوب لضمان نجاح العملية التربوية.”
وعلى مدار ثلاث جلسات، ناقش المحاضرون دور الأسرة كركيزة للتنشئة الأخلاقية والدينية للأطفال، مشددين على أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة للتغلب على تحديات العصر الحديث.
وفي هذا السياق، أشار الشيخ إسماعيل ساميلوفيتش، مفتي مدينة بانيا لوكا، إلى أن غياب التواصل بين المعلمين وأولياء الأمور يؤدي إلى ظهور مشكلات عديدة قد تؤثر على الأطفال المسلمين، مثل ضعف الدور الرقابي والتوجيهي.
أما الدكتور محرم أديلوفيتش، عميد كلية التربية الإسلامية في زينيتشا، فقد سلط الضوء على التحديات التي تفرضها المؤثرات السلبية في العالم الحديث، مؤكدًا ضرورة إشراك الآباء بشكل فعّال في العملية التعليمية. وقال أديلوفيتش: “على الآباء أن يدركوا أن مسؤوليتهم لا تنتهي بانتهاء المرحلة الابتدائية، بل يجب أن يواصلوا تحفيز أطفالهم ودعمهم عبر الأنشطة المختلفة.”
وخلص المشاركون إلى أن التنشئة الإسلامية الناجحة تعتمد بشكل أساسي على التعاون الوثيق والمنسق بين الأسرة والمدرسة. كما شددوا على أن الأسرة تمثل الأساس الأول للتربية الأخلاقية، مع ضرورة تعزيز تواصلها مع المؤسسات التعليمية لضمان نشأة أجيال ملتزمة بالقيم الإسلامية ومؤهلة لمواجهة تحديات المجتمع الحديث.