أخبارالعالم الاسلاميالعراق

اكتشاف نص مخفي في “المصحف الأزرق” يكشف أسراراً تاريخية جديدة في متحف زايد الوطني

أعلن باحثون في متحف الإمارات الوطني في أبوظبي عن اكتشاف مذهل يتعلق بـ”المصحف الأزرق” الشهير، حيث تم الكشف عن نص مخفي تحت الزخارف الذهبية على إحدى صفحاته باستخدام تقنية التصوير متعدد الأطياف المتقدم.
المصحف الأزرق، الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع الميلادي، يعد من أندر وأجمل المخطوطات الإسلامية. يتميز هذا المصحف بصفحات مصنوعة من جلد الأغنام المصبوغ باللون الأزرق النيلي، وخط كوفي مذهّب، وزخارف فضية معقدة.
كشفت تقنية التصوير المتقدم عن آيات من سورة النساء كانت محجوبة لقرون. وأوضح الباحثون أن الزخارف الذهبية لم تكن مجرد تزيين جمالي، بل استخدمت لإخفاء خطأ وقع فيه الخطاط أثناء النسخ. ويُعتقد أن تصحيح الخطأ باستخدام زخارف معقدة بدلاً من إعادة النسخ كان نتيجة للتكلفة الباهظة للمواد المستخدمة في إنتاج المصحف.
نور الإيمان بنت رسلي، أمينة المتحف الوطني، وصفت الاكتشاف بأنه إنجاز كبير، قائلة: “لقد وفرت التكنولوجيا رؤى جديدة حول إنتاج المصحف الأزرق، الذي يعتبر من أهم المخطوطات في التاريخ الإسلامي. هذا الاكتشاف يسهم في فهم أعمق لعملية إنتاج المخطوطات وتاريخ الخط العربي”.
يتألف المصحف الأزرق من 600 صفحة عند إنشائه، لكن المعروف اليوم لا يتجاوز 100 صفحة موزعة في متاحف ومجموعات خاصة حول العالم. ويشير الخبراء إلى احتمال إنتاجه في شمال إفريقيا أو العراق أو الأندلس، مما يعكس الترابط الحضاري بين هذه المناطق.
وقالت مي المنصوري، الأمينة المعاونة في المتحف الوطني: “الاكتشاف الأخير لا يبرز فقط القيمة الدينية للمخطوطة، بل يؤكد أيضاً دورها كقطعة فنية وتاريخية تعكس التأثير المتبادل بين الحضارات الإسلامية”.
ومن المقرر عرض خمس صفحات من “المصحف الأزرق” في صالة “ضمن روابطنا” بمتحف الإمارات الوطني، التي تستعرض دور الإمارات كمركز للتبادل الثقافي. وسيتناول المعرض تطور اللغة العربية، وانتشار الإسلام، والتقدم في المواد والمعارف، لتسليط الضوء على الإرث الثقافي الإسلامي.
يعد الخط الكوفي المستخدم في المصحف الأزرق من أقدم أنماط الخط العربي، ويتمتع بأشكال هندسية وزاوية فريدة، لكنه يفتقر إلى النقاط والعلامات الإعرابية، مما يجعل تفسيره تحدياً اليوم.
هذا الاكتشاف الجديد لا يقدم فقط رؤية نادرة عن فن الخطاطين الأوائل، بل يعزز أيضاً أهمية التكنولوجيا في الكشف عن الطبقات المخفية من التاريخ، ويسهم في فهم أعمق للفن الإسلامي المبكر وتراثه الغني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى