أخبارأفغانستانالعالم الاسلامي

لا مكان للصور بمناهج التعليم.. هل بدأت أفغانستان العودة لفترة التسعينيات؟

في خطوة مثيرة للجدل، قررت طالبـ،ـان حذف جميع صور الكائنات الحية من المناهج الدراسية في أفغانستان، في إطار جهودها لملاءمة التعليم مع تفسيرها الخاص للشريعة. ويشمل القرار إزالة الرسوم التي تصور الأطفال أثناء الأنشطة الدراسية، والرسوم التشريحية في كتب الإحياء، إضافة إلى الصور التي تعكس تاريخ وثقافة أفغانستان.
يأتي هذا القرار الذي أصدره زعيم حركة طالبـ،ـان، هبة الله آخوند زاده، ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتبعها الحكومة في محاولة لتطبيق تفسيراتها المتشددة للإسلام، حيث تعتبر الصور المحرمة جزءًا من قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الذي تنظمه الحركة. ويرى المعارضون أن هذه السياسة تشكل هجومًا على جودة التعليم وتزيد من معاناة التلاميذ، خاصة في مراحل التعليم الأولية.
من جانبه، أشار وزير التعليم الأفغاني الأسبق محمد آصف ننك إلى أن “الصورة في التعليم هي كل التعليم”، مبيّنًا أن قرار إزالة الصور سيخلق صعوبة كبيرة للأطفال في فهم المناهج، خاصة إذا كانوا لا يجيدون القراءة والكتابة في مراحلهم الأولى. وأوضح أن هذا القرار سيزيد من الغموض والفوضى في العملية التعليمية.
ويعتبر المعارضون لهذه التعديلات أن طالبـ،ـان تحاول إعادة صياغة المناهج الدراسية بشكل يتماشى مع رؤيتها الإسلامية المتشددة، حيث تركز بشكل أكبر على التعليم الديني وتقلل من المواد العلمية مثل التربية المدنية والفنون. ويخشى الناشطون في مجال التعليم أن تؤدي هذه السياسات إلى إعاقة الإبداع والابتكار في التعليم، مما يضر بتطور المجتمع الأفغاني على المدى البعيد.
وتأتي هذه الخطوة في وقت كانت فيه طالبـ،ـان قد فرضت سابقًا حظرًا على عرض الصور في الأماكن العامة منذ عودتها إلى السلطة في عام 2021، حيث أُمر أصحاب المحلات التجارية بإزالة الصور المعلقة على الجدران، وتم تغطية تماثيل عرض الأزياء في أسواق العاصمة كابل. كما تواصل الحكومة فرض قيود صارمة على الأنشطة الثقافية في البلاد، مثل حظر الموسيقى والاحتفالات العامة.
ويعكس هذا القرار انقسامًا داخل حركة طالبـ،ـان نفسها، حيث تشير التسريبات إلى وجود تيار معارض داخل الحركة يرفض هذه السياسات المتشددة، معتبرًا أنها تزيد من عزلة أفغانستان الدولية. في المقابل، يعتقد تيار آخر داخل الحركة أن هذه الإجراءات ضرورية لإعادة أفغانستان إلى ما يعتبرونه “الطريق الصحيح”.
ويخشى العديد من المراقبين من أن سياسات طالبـ،ـان في فرض نمط حياة متشدد قد تقود البلاد إلى العودة إلى فترة التسعينيات، حيث كانت الحركة تفرض قيودًا صارمة على الحريات العامة، بما في ذلك التحكم في مظاهر الحياة الخاصة للأفراد. وتناقض هذه السياسات مع الوعود التي قطعتها طالبـ،ـان للشعب الأفغاني والمجتمع الدولي بعد سيطرتها على الحكم، عندما أكدت أنها لن تعيد ممارسات حكمها الأول في التسعينيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى