كشف استطلاع جديد أجرته منظمة “تيل ماما” أن واحداً من كل ثلاثة مسلمين في المملكة المتحدة فكروا في مغادرة البلاد بسبب تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا بعد الاحتجاجات اليمينية المتطرفة التي اندلعت عقب مقتل ثلاثة فتيات في ساوثبورت.
وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري بين 30 سبتمبر و14 أكتوبر 2024، وشمل 750 مسلماً بريطانياً عبر الإنترنت والهاتف، أن هذه الاحتجاجات قد أثرت بشكل كبير على المجتمع المسلم في بريطانيا، وزادت من مشاعر الخوف والقلق. ووفقاً للنتائج، قال واحد من كل أربعة من المشاركين في الاستطلاع إنهم تعرضوا لحوادث كراهية ضد المسلمين أو إسلاموفوبيا منذ 30 يوليو 2024، سواء على الإنترنت أو في الأماكن العامة.
وأشار الاستطلاع إلى أن اثنين من كل ثلاثة قالوا إن المخاطر التي تهدد المجتمعات المسلمة قد زادت بعد هذه الاحتجاجات. وفي السياق ذاته، أفاد واحد من كل ثلاثة أنهم فكروا في مغادرة المملكة المتحدة والاستقرار في بلد آخر. كما عبر سبعة من كل عشرة عن شعورهم بأن كراهية المسلمين أصبحت أكثر انتشاراً بعد هذه الفترة.
وأضاف الاستطلاع أن أربعة من كل عشرة من المسلمين الذين شملهم البحث يشعرون أن مساجدهم المحلية قد تكون مهددة من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة، مما يزيد من المخاوف الأمنية داخل المجتمعات المسلمة.
ورغم هذه المخاوف، أظهر الاستطلاع جوانب إيجابية، حيث أشار نصف المشاركين إلى أن الاحتجاجات اليمينية المتطرفة جعلتهم يشعرون بأنهم أصبحوا أكثر انفتاحاً على هويتهم المسلمة، وعبّروا عن ذلك من خلال المحادثات التي أجروها مع أصدقائهم وزملائهم. كما أشار ستة من كل عشرة إلى أنهم يشعرون بالأمان في بريطانيا، رغم التوترات.
وبالنظر إلى هذه النتائج، دعت منظمة “تيل ماما” الحكومة البريطانية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا وضمان حماية المجتمعات المسلمة.
تعمل منظمة “تيل ماما” منذ عام 2011 على دعم ضحايا حوادث كراهية المسلمين من خلال خدمات متنوعة تشمل الإبلاغ للشرطة، الدعم القانوني، والاستشارات النفسية، كما تواصل المنظمة التعاون مع السلطات المحلية لضمان توفير الأمان للمسلمين الذين يتعرضون لهذه الحوادث.