كشف تقرير صادر عن مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، أن أكثر من 160 مليون طفل حول العالم يعملون في ظروف قاسية، محرومون من حقهم في التعليم، مع زيادة بمقدار 8.4 ملايين طفل خلال الفترة بين 2020 و2024.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال العاملين يعانون من أوضاع صعبة، حيث يعملون لساعات طويلة في الأراضي الزراعية، المناجم، والمنشآت الصناعية، مقابل أجور زهيدة، مما يهدد نموهم الجسدي والعقلي ويقوّض إمكاناتهم المستقبلية.
وأوضح البروفيسور محرم قليتش، رئيس مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة التركية، أن عمالة الأطفال تُعد من أخطر القضايا التي تمنع الأطفال من التعليم وتؤثر سلبًا على حياتهم النفسية والاجتماعية. ولفت إلى أن هذه الظاهرة تفاقمت نتيجة الثورة الصناعية ونظام الاستهلاك العالمي، حيث تستغل الشركات الكبرى الأطفال لتقليل تكاليف الإنتاج.
وبيّن التقرير أن المناطق ذات البنية القانونية الضعيفة، مثل جنوب الصحراء في أفريقيا، الصين، الهند، وأمريكا، تسجل أعلى معدلات لعمالة الأطفال. وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا أدت إلى زيادة استغلال الأطفال كقوة عمل رخيصة في بعض الدول، مما زاد من تفاقم المشكلة.
وأكد قليتش أن الحل يكمن في تعزيز سيادة القانون، تحسين معايير حقوق الإنسان، وتعاون المؤسسات الدولية للحد من هذه الظاهرة، مشيدًا بجهود تركيا التي تعد من أوائل الدول التي انضمت إلى برامج مكافحة عمالة الأطفال بالتعاون مع منظمات مثل “يونيسف” ومنظمة العمل الدولية.
