شهدت العاصمة الهندية نيودلهي، تسجيل مستويات غير مسبوقة من تلوث الهواء، مع تجاوز معدلات الجزيئات الدقيقة (PM2.5) المستويات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة بأكثر من 60 ضعفًا. بلغ تركيز هذه الجزيئات الخطرة في بعض المناطق 907 ميكروغرامات لكل متر مكعب، مما أثار قلق السكان الذين يعانون من مشاكل صحية متزايدة بسبب الضباب الدخاني الكثيف.
وتتفاقم أزمة التلوث سنويًا خلال فصل الشتاء بسبب مزيج من انبعاثات المصانع، حركة المرور الكثيفة، وعمليات الحرق الزراعية في المناطق المحيطة. ورغم الجهود المحلية التي شملت إغلاق المدارس، حظر البناء، وتقييد حركة الشاحنات، وصف ناشطون الإجراءات بـ”الضعيفة” ودعوا إلى تدابير أكثر فعالية.
من جهتها، حذرت السلطات من استمرار تفاقم الوضع، داعية الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، كالأطفال وكبار السن، إلى البقاء في المنازل. ومع ذلك، يواجه السكان محدودي الدخل صعوبات إضافية لافتقارهم إلى الوسائل اللازمة، مثل أجهزة تنقية الهواء.
تأتي هذه الأزمة في ظل تحذيرات منظمات صحية، حيث يعد التلوث أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة والوفيات في الهند. ويستمر الجدل بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية بشأن الإجراءات المطلوبة لمواجهة التحدي الذي بات يشكل تهديدًا يوميًا لحياة الملايين في نيودلهي وشمال الهند.