متحف الإمارات الوطني يكشف تفاصيل جديدة عن المصحف الأزرق باستخدام تقنيات متقدمة
تمكن فريق من الباحثين في متحف الإمارات الوطني من إظهار نص قرآني مخفي تحت زخارف ذهبية في إحدى صفحات المصحف الأزرق، أحد أبرز مخطوطات القرآن الكريم وأهم الأمثلة على الخط الإسلامي. وباستخدام تقنيات التصوير متعدد الأطياف، أظهرت النتائج آيات من سورة النساء، ما يضيف أبعادًا جديدة لفهم هذه المخطوطة التاريخية.
ويعود تاريخ المصحف الأزرق إلى الفترة بين عامي 800 و900م، وهو مميز بصفحاته المصبوغة باللون النيلي وخطه الكوفي الذهبي المزخرف بالفضة. ويتكون المصحف من 600 صفحة أصلية صُنعت من جلد الغنم، لم يتبقَّ منها سوى 100 صفحة موزعة بين مجموعات خاصة ومتاحف عالمية. ومن المقرر عرض خمس صفحات منها في متحف زايد الوطني.
التصوير متعدد الأطياف أتاح استعادة نصوص طمستها الزخارف، التي ربما أُضيفت لتغطية أخطاء نسخ أو لتجنب إهدار المواد الثمينة المستخدمة. ويعد هذا الكشف جزءًا من برنامج بحثي يهدف إلى استكشاف أصول وإنتاج هذه المخطوطة النادرة، مؤكداً مكانة متحف زايد الوطني كمركز للبحث والتبادل الثقافي.
وقالت مي المنصوري، أمينة المتحف المساعدة، إن هذا البرنامج البحثي يعزز فهم الثقافات القديمة ويسلط الضوء على دور الإمارات كمركز تاريخي للتواصل. وأشادت نور الإيمان بنت رسلي، أمينة المخطوطات الإسلامية، بالتكنولوجيا المتقدمة التي وفرت رؤى جديدة حول هذه المخطوطة الاستثنائية.
ويسعى متحف زايد الوطني إلى تقديم بحوث متقدمة تعكس تاريخ الإمارات وتساهم في فهم أعمق للإرث الثقافي للمنطقة، مما يعزز مكانته كمؤسسة بحثية مرموقة على المستوى العالمي.