جدل حول تأثير الوهّابية والتغريب على الهوية الإسلامية
شهدت العقود الأخيرة جدلًا واسعًا حول تأثير الفكر الوهابي الذي أُنتج تحت مسمى “السلفية” في تشويه صورة الإسلام، وتحويله من رسالة رحمة وسلام إلى أداة للتكفير والغلو. يُتهم هذا الفكر بالتسبب في تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، ودعم أجندات خارجية أضعفت المجتمعات الإسلامية من الداخل، بحسب منتقدين.
ويرى محللون أن الدعم المالي الكبير الذي خصصه النظام السعودي لنشر هذا الفكر لم يكن بهدف خدمة الدين، بل لتوجيهه نحو سياسات تخدم مصالح إقليمية ودولية. وقد أدى ذلك إلى ظهور أجيال متطرفة أفرزت جماعات ارتبطت بالعنف والإرهاب، مما أسهم في تشويه صورة الإسلام عالميًا وربطه زورًا بالإرهاب.
وفي السنوات الأخيرة، برز تحول جذري في استراتيجية المملكة، حيث أُفسح المجال لمشاريع تغريبية تستهدف الهوية الثقافية والدينية تحت شعار “الانفتاح والتطوير”. ويُعرب مراقبون عن قلقهم من أن هذا الانتقال من التطرف إلى التغريب يسهم في قطع صلة المجتمعات بهويتها الإسلامية، ويعمق حالة الاستقطاب والانقسام.
ويؤكد مختصون على أهمية العودة إلى الإسلام الصحيح الذي يمزج بين القيم الإنسانية والهوية الدينية، مشيرين إلى ضرورة أن يتحمل علماء ومفكرو الأمة مسؤوليتهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة والتصدي للمشاريع التي تهدد وحدة المسلمين.
ويشير الخبراء إلى أن مستقبل الأمة الإسلامية يعتمد على التمسك بجوهر الدين الحقيقي، الذي يوازن بين الانفتاح المسؤول والتمسك بالهوية، لمواجهة التحديات المعاصرة وإعادة بناء مكانتها الحضارية.