معرض الابتكار في كابل: غياب النساء والفتيات تحت قيود طالبـ،ـان المتشددة
نظّمت حركة طالبـ،ـان معرضاً وطنياً للابتكارات والإنجازات في العاصمة كابل، سلط الضوء على إبداع الشباب الأفغاني، ولكنه في الوقت نفسه كشف عن وجه آخر للقيود المشددة التي تفرضها الحركة على النساء والفتيات، حيث تم منعهن تماماً من المشاركة في الحدث أو عرض أعمالهن. أُقيم المعرض في منطقة “بادام باغ”، وشارك فيه شباب يمثلون 22 ولاية أفغانية، عارضين ابتكارات متنوعة، مثل الطائرات المسيّرة، والدراجات الكهربائية، وتصاميم المنازل المبتكرة. ولكن غياب النساء كان لافتاً ومثيراً للتساؤلات، إذ رفضت طالبـ،ـان تخصيص أي مساحة لعرض إبداعاتهن.
وقال أحد منظمي المعرض: “حاولنا المطالبة بأجنحة مخصصة للنساء، لكن السلطات رفضت تماماً. النساء لديهن الكثير ليقدمنه، ولكن لم يُسمح لهن بالمشاركة”.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من السياسات التي تتبناها طالبـ،ـان لتهميش النساء والفتيات عن الحياة العامة، مما يعكس تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وبينما سُمح لهن بزيارة المعرض كمشاهدات فقط، مُنعن تماماً من عرض مواهبهن أو التفاعل مع الحضور، وهو ما أثار استياء واسعاً بين المشاركين.
وأشار الطالب محمد علي سينا شيرزاد إلى هذا التناقض قائلاً: “تمتلك النساء والفتيات في أفغانستان مواهب استثنائية، ولكن مثل هذه القيود تمنعهن من إظهارها. إنه ظلم كبير لهن وللمجتمع ككل”.
المعرض الذي استمر أربعة أيام كان يهدف إلى تسليط الضوء على الابتكارات الشبابية وتحفيز الإبداع في أفغانستان. ومع ذلك، فإن غياب النساء والفتيات عن هذا الحدث يمثل انعكاساً واضحاً للقيود المتزايدة التي تُفرض عليهن منذ عودة طالبـ،ـان إلى الحكم.
وتعتبر هذه السياسة استمراراً لنهج الحركة في إقصاء النساء من المجالات التعليمية، والمهنية، والثقافية، مما يثير قلقاً متزايداً من تداعياتها طويلة الأمد على مستقبل نصف المجتمع الأفغاني.
وفي ظل حكم طالبـ،ـان، لا تزال طاقات النساء والفتيات الأفغانيات مهدورة، بينما يتجه المجتمع نحو مزيد من التهميش، مما يهدد بعرقلة عجلة التطور والإبداع في البلاد لعقود قادمة.