أخبارأفغانستانالعالم الاسلامي

بين منابر التطرف وجوع الأفغان.. “طالبـ،ـان” تُعيد تشكيل أولويات المجتمع!

في مقالٍ افتتاحي، انتقدت صحيفة “هشت صبح” الأفغانية المستقلة حكومة طالبـ،ـان، متهمةً إياها بالتركيز المفرط على بناء المساجد والمشاريع الدينية، بينما تتجاهل الاحتياجات الأساسية للمواطنين مثل مكافحة الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة أن نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية في طالبـ،ـان، “مولوي عبد الكبير”، أعلن خلال افتتاح مسجد جديد في كابول أن الحركة تبني عشرات المساجد سنوياً، في حين أوضحت وزارة الحج والشؤون الدينية أنها خصصت 29 هكتاراً من الأراضي في عشر ولايات لبناء المساجد والمدارس الدينية.
ووصفت الصحيفة هذه الخطوات بأنها جهود لجعل بناء المساجد أولوية على حساب تحسين البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار المقال إلى أن المساجد في أفغانستان أصبحت وفيرة بشكل ملفت، حيث يمكن العثور على مسجدين يفصل بينهما مئات الأمتار فقط. وفي كابول، مثلاً، تم تحويل المتنزهات العامة إلى مساجد ومدارس دينية، مثل تحويل حديقة “بهارستان” إلى مسجد متعدد الطوابق، رغم قرب مسجد “حاجي مير أحمد خان” منها.
وأضاف الكاتب، المعروف باسم “روستائي”، أن طالبـ،ـان تستغل المنابر الدينية للترويج لأيديولوجيتها، حيث تُجبر خطباء الجمعة على الدعاء للحركة وإدانة خصومها، مستغلة الأمية والافتقار إلى الوعي لدى شرائح واسعة من السكان لترسيخ أفكارها المتطرفة.
وأثار المقال تساؤلات حول ماهية التدين الحقيقي، موضحاً أن الطقوس السطحية قد طغت على جوهر الإيمان في المجتمع الأفغاني، حيث يتم تجاهل القيم الإنسانية الأساسية مثل الصدق، واللطف، والالتزام بالقوانين، في ظل سيطرة الطقوس الشكلية.
وتابعت الصحيفة أن أفغانستان، رغم وفرة المساجد والمدارس الدينية، تعاني من الفقر والتهميش، وتفتقر إلى حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وأشارت إلى أن النساء يواجهن تمييزاً هيكلياً، وأن المواطنين منقسمون عرقياً وطائفياً، مما يجعل من الصعب وصف المجتمع الأفغاني بـ”الإسلامي”، بغض النظر عن عدد المساجد المبنية.
واختتم المقال بالتأكيد على أن الإسلام يعطي الأولوية لمساعدة الفقراء والمحتاجين على بناء المساجد، مشيراً إلى أن العبادة يمكن أن تتم في أي مكان.
وشددت الصحيفة على أن الأولوية ينبغي أن تكون لتحسين مستوى المعيشة والتنمية الاقتصادية، وليس التفاخر ببناء المساجد في بلد يعاني سكانه من الجوع والتشرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى