تشهد كازاخستان اهتماماً متزايداً بتطوير صناعة الحلال في السنوات الأخيرة، ليس فقط من منظور ديني ولكن أيضاً كفرصة اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تعزيز الصادرات وتنمية الاقتصاد المحلي. وتبرز المنتجات الحلال كخيار مفضل ليس للمسلمين فقط، بل لكل من يبحث عن منتجات طبيعية وصحية وآمنة.
وتتولى عدة جهات قانونية في كازاخستان الإشراف على هذه الصناعة، أبرزها مؤسسة “حلال دمو” التابعة للإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، التي تعمل على دعم المنتجات الحلال وفقاً للشريعة الإسلامية وتوزيعها محلياً.
إلى جانب ذلك، تسهم شركة “كازاستاندارد” الحكومية في مراقبة مراحل الإنتاج وإصدار التصاريح للشركات التي ترغب في العمل في هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي. كما تلعب جمعية صناعة الحلال في كازاخستان، وهي جهة مستقلة، دوراً مهماً في إصدار شهادات الحلال وضمان مطابقة المنتجات للمعايير الشرعية والدولية، مع إجراء مراجعات دورية لوحدات الإنتاج.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم “مركز جودة الحلال”، وهو شركة خاصة، خدمات إصدار شهادات حلال معتمدة.
تُعد معارض “HALAL EXPO”، التي تُقام سنوياً في مدن مثل أستانا وألماتي وشيمكنت، منصة رئيسية لتسليط الضوء على إمكانات كازاخستان في صناعة الحلال، وتعزيز حضورها في الأسواق الإقليمية والدولية، خاصة في آسيا والشرق الأوسط.
وبحسب تقرير الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، حصل حوالي 10 إلى 15% من المنتجات المحلية على شهادات الحلال بحلول عام 2023. يعكس ذلك تزايد الطلب على هذه المنتجات، ليس فقط بين مسلمي كازاخستان، بل أيضاً في الأسواق الخارجية.
ومع النمو السريع لهذه الصناعة، تزداد أهمية المراقبة الدقيقة وضمان مصداقية الشهادات المقدمة للمستهلكين. ومع ذلك، فإن صناعة الحلال تُظهر إمكانات كبيرة لدعم الاقتصاد الكازاخستاني وتعزيز العلاقات الثقافية والتجارية مع الدول الإسلامية، مما يجعلها جسراً مهماً للتواصل بين كازاخستان والعالم الإسلامي.