حركة طالبـ،ـان تصعّد قمعها لشيعة أفغانستان باعتقال الناشطين وفرض قيود صارمة على الحريات
اعتقلت حركة طالبـ،ـان الناشط التعليمي عبد القدوس ياسين زاده، أحد الشخصيات الشيعية البارزة في مدينة هيرات الأفغانية، ضمن سلسلة من الضغوط التي تمارسها الحركة ضد الشيعة في البلاد.
ياسين زاده، الذي يدير مجموعة مكاتب “رسالت” التعليمية في غرب أفغانستان ويشغل منصب المدير الإداري لمجمع سبهر أنديشة الثقافي، يحتجز في سجن تابع لاستخبارات طالبـ،ـان منذ ثلاثة أسابيع. وعلى الرغم من وعود سابقة بإطلاق سراحه، لم تقدم الحركة أي تفسير لسبب استمرار اعتقاله، مما أثار قلقًا بين الناشطين الشيعة والمجتمع المحلي.
وتُعد هذه الحادثة جزءًا من نهج أوسع تتبعه طالبـ،ـان ضد الأقلية الشيعية، يشمل تضييق الخناق على الحريات الدينية والسياسية. ووفقًا لتقارير أممية، شهدت السنوات الثلاث الماضية حظر تدريس الفقه الشيعي، منع توزيع الكتب الدينية الشيعية، والتضييق على إقامة الشعائر الدينية، إضافة إلى اعتقالات تعسفية مشابهة لما تعرض له ياسين زاده.
وفي ولاية غور، تتزايد معاناة الشيعة في ظل ما وصفه سكان منطقة لال وسر جنكل بـ”السلوك التمييزي”، حيث تفرض طالبـ،ـان قيودًا على بيع المنتجات الزراعية، ما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق. كما تغلق الحركة الأسواق أثناء أوقات الصلاة، وتجبر السكان على أداء صلاة الجماعة والاستماع إلى خطبها التي تسعى من خلالها لنشر أيديولوجيتها، في تجاهل واضح لخصوصية عقائد الشيعة.
ورغم الانتقادات الدولية المتصاعدة، لم تتراجع طالبـ،ـان عن سياساتها التمييزية، بل استمرت في ممارساتها التي تهدف إلى تقليص دور الشيعة في المجتمع الأفغاني. ومع كل تقرير جديد عن انتهاكات الحركة، يزداد تسليط الضوء على معاناة هذه الطائفة، التي تواجه تحديات يومية تهدد وجودها وحقوقها في البلاد.