أخبارالسعوديةالعالم الاسلامي

تقرير مصور.. مقبرة المَعلاة في مكة المكرمة: شاهد على التاريخ الإسلامي ووجهة المؤمنين لإحياء ذكرى الأبرار

في أجواء مفعمة بالخشوع والإيمان، شهدت مقبرة المَعلاة في مكة المكرمة زيارة حاشدة من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالتزامن مع ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وتعد المَعلاة، أو كما تعرف بمقبرة أبي طالب، من أعرق المقابر الإسلامية التي تضم رفات شخصيات بارزة في تاريخ الإسلام، من بينهم عبد المطلب وأبو طالب والسيدة خديجة (رضوان الله تعالى عليهم)، إضافة إلى القاسم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله).


المَعلاة، الواقعة عند سفح جبل الحَجون، تحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، ولا سيما أتباع أهل البيت. فقد وردت في العديد من النصوص الإسلامية فضائل الدفن فيها، ما جعلها مقصداً دائماً للزائرين خلال مواسم الحج والعمرة.


ورغم مكانتها التاريخية، لم تسلم المَعلاة من معاول الهدم، إذ تعرضت، كما البقيع، لحملة تخريبية في عام 1305 هـ على يد الوهابية، أدت إلى إزالة القباب والمشاهد التاريخية، بما في ذلك قبة السيدة خديجة (رضوان الله عليها). وعلى الرغم من ذلك، شهدت المقبرة إعادة إعمار جزئي في عام 1383 هـ، مع استمرار الجهود للحفاظ على معالمها وتوسيعها.


تظل المَعلاة رمزاً خالداً للإرث الإسلامي، وشاهداً على عظمة الشخصيات التي دفنت فيها. ومن خلال هذه الزيارات المتواصلة، يجدد المسلمون ارتباطهم الروحي بالمكان، تأكيداً على أن ذكرى هؤلاء الأبرار ستظل حية في وجدان الأمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى