أخبارالعالم الاسلاميالعراق

اكتشاف أثري فريد في أهوار ذي قار: قبور طيور تعود إلى 1850 قبل الميلاد

أعلنت بعثة تنقيب أثري في محافظة ذي قار عن اكتشاف غير مسبوق في أحد المواقع الأثرية داخل الأهوار، حيث تم العثور على قبور فريدة من نوعها على شكل جرار صغيرة تحتوي على هياكل عظمية لطيور. ويعود تاريخ هذا الاكتشاف إلى عام 1850 قبل الميلاد، مما يسلط الضوء على جوانب جديدة من الحياة الروحية والثقافية لحضارات جنوب العراق القديمة.
تم العثور على هذه الجرار خلال عمليات تنقيب مستمرة في موقع أثري مغمور داخل أهوار ذي قار، المعروفة بتنوعها البيئي الغني وأهميتها التاريخية كجزء من حضارة وادي الرافدين. وأظهرت الصور التي نشرها فريق التنقيب جرارًا صغيرة محكمة الإغلاق تحتوي على بقايا هياكل عظمية لطيور، مدفونة بعناية، مما يشير إلى طقوس خاصة أو استخدام رمزي للطيور في تلك الحقبة الزمنية.


وصرّح فريق التنقيب أن هذا الاكتشاف قد يشير إلى معتقدات دينية أو روحانية كانت تكرّم الطيور وتعتبرها رموزًا للسماء أو الروحانية. وأضاف أن الطيور كانت تلعب دورًا رمزيًا في العديد من الثقافات القديمة، لا سيما في حضارة وادي الرافدين، حيث ارتبطت بالطبيعة، والآلهة، وحتى بفكرة البعث والحياة بعد الموت.
يقع الموقع الأثري في إحدى المناطق العميقة من أهوار ذي قار، التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويعد هذا الموقع غنيًا بالأدلة الأثرية التي تعود إلى حقب مختلفة من تاريخ حضارة وادي الرافدين. ووفقًا لعلماء الآثار، فإن الموقع كان يحتضن مستوطنة صغيرة قديمة تعود إلى عصر البابلية القديمة، مما يعزز الفرضية بأن الطيور المدفونة في الجرار كانت لها أهمية طقسية أو رمزية آنذاك.
هذا الاكتشاف هو الأول من نوعه في العراق، وربما في العالم. يوفر نظرة عميقة إلى الممارسات الدينية والرمزية التي كانت سائدة قبل نحو أربعة آلاف عام. الطيور كانت على الأرجح جزءًا من طقوس جنائزية أو شعائر تهدف إلى التعبير عن تقديس الطبيعة والآلهة.
يعمل الفريق الأثري حاليًا على توثيق الاكتشاف باستخدام تقنيات حديثة، مثل التصوير ثلاثي الأبعاد وتحليل الحمض النووي لبقايا الطيور. كما يتم التعاون مع مختبرات دولية لتحليل التربة المحيطة بالجرار لفهم الظروف التي دفنت فيها
تعد أهوار ذي قار من أهم المناطق الأثرية والطبيعية في العراق، إذ كانت موطنًا لحضارات قديمة تركت وراءها آثارًا ومعالم تعكس التفاعل بين الإنسان والطبيعة. ومع كل اكتشاف جديد، تتعمق معرفتنا بالطرق التي كانت تتبعها تلك الحضارات للتعبير عن إيمانها وتقديسها للعالم من حولها.
أكد فريق التنقيب أن هذا الاكتشاف قد يفتح المجال لمزيد من الحفريات في مناطق الأهوار الأخرى. ويأمل العلماء أن تؤدي هذه الجهود إلى اكتشافات إضافية تسلط الضوء على المعتقدات والممارسات الجنائزية لحضارات وادي الرافدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى