الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 343 ألف شخص من ولاية الجزيرة السودانية وتصاعد العنف في مدينة الهلالية
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، أن أكثر من 343 ألف شخص نزحوا من ولاية الجزيرة وسط السودان إلى ولايات أخرى بين 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي و13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، نتيجة تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأفاد بيان المنظمة بأن النازحين، البالغ عددهم 343,473 شخصاً (68,801 أسرة)، غادروا مواقع متعددة في الجزيرة، متجهين إلى ولايات كسلا والقضارف شرقي البلاد، ونهر النيل شمالاً، بسبب انعدام الأمن وتفاقم العنف.
وأضافت أن حوالي 135,405 أشخاص نزحوا في الفترة بين 20 و30 أكتوبر، بينما سجل نزوح 208,068 شخصاً إضافياً في الفترة من 30 أكتوبر وحتى 13 نوفمبر.
وفي تطور مقلق، ارتفعت حصيلة قتلى مدينة الهلالية بشرق الجزيرة إلى 503 ضحايا، وفق بيان صادر عن “نداء الوسط”، وهو كيان مدني يضم ناشطين. البيان أشار إلى استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة منذ 21 يوماً، وسط دعوات للتدخل العاجل لرفع الحصار وإنقاذ السكان.
وتتهم منظمات محلية ودولية قوات الدعم السريع بارتكاب “انتهاكات وجرائم قتل جماعية” في ولاية الجزيرة، بما في ذلك مدينة الهلالية، التي تتعرض لهجمات متكررة وحصار خانق، بينما لم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع حتى الآن.
وتعود جذور الاشتباكات الحالية في ولاية الجزيرة إلى انشقاق القيادي في الدعم السريع أبو عاقلة كيكل، الذي أعلن في أكتوبر الماضي انضمامه إلى الجيش السوداني، مما أدى إلى تجدد المعارك وتصاعد حدة العنف. وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على أجزاء واسعة من الولاية، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولايتي سنار والنيل الأبيض.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي، يعيش السودان في حالة كارثية، حيث خلفت المواجهات أكثر من 20 ألف قتيل، وتسببت في نزوح ولجوء ما يزيد على 13 مليون شخص. ومع استمرار القتال في 13 ولاية من أصل 18، تحذر الأمم المتحدة من أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد بدفع الملايين إلى المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء وانهيار الخدمات الأساسية.