أخبارالعالم الاسلامي

قصيدة تثير جدلًا واسعًا: انتقادات لتمجيد الرموز السياسية الشيعية وتشبيهها بالمعصومين

أشعلت قصيدة ألقاها المنشد حسين الأكرف جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية والجماهيرية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تضمنت تشبيهات للسيد حسن نصر الله بـ”الضلع الثاني” لموالاتنا السيدة الزهراء (عليها السلام) ووصفه بأنه “ثالث الحسنين”. وأثار هذا التشبيه استهجانًا شديدًا من قبل العلماء والجماهير، حيث اعتُبر انتهاكًا لأدبيات العقيدة الشيعية وخرقًا لمبادئ التقديس لأهل البيت (عليهم السلام).
وأدان العديد من المتابعين والمدونين والناشطين هذا التشبيه، مؤكدين أن أهل البيت (عليهم السلام) لا يُقاس بهم أحد مهما بلغت مكانة الأشخاص. واستشهدوا بالنصوص الدينية الثابتة والقاطعة على عدم جواز المقارنة مع المعصومين، ومنها ما ورد عنهم (عليهم السلام): “نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد”.
ردود الفعل أوردت استفتاءات لعلماء كبار، من بينها مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني، الذي أشار في استفتاء سابق حول تشبيه العلماء بالمعصومين إلى أن ذلك “يكشف عن جهل الشاعر بمقام العصمة”. كما نقلت تصريحات للراحل آية الله العظمى السيد صادق الروحاني (قدس سره)، الذي اعتبر مثل هذه التشبيهات خطأً عقائديًا فادحًا، محذرًا من أن المبالغة في مدح الشخصيات ووضعهم في مقامات المعصومين تؤدي إلى انحراف خطير وخلل كبير في العقيدة.


وأعربت الأوساط الدينية عن قلقها البالغ من تصاعد مثل هذه الظواهر، التي قد تؤدِّي إلى إضعاف الالتزام بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) وتشويه الشعائر الدينية الأصيلة. كما حذر ناشطون من أن استمرار هذه الممارسات قد يصعّب السيطرة عليها مستقبلًا، مؤكدين أهمية التصدي لها بشكل حازم قبل أن تتحول إلى ظاهرة يصعب القضاء عليها.


وفي محاولة لتخفيف حدة الجدل، نشر حسين الأكرف بيانًا اعتذر فيه عن سوء الفهم، موضحًا أن “الغلو الذي قد يُفهم من كلامه غير مقصود يوجب الضلال ويستوجب التوبة”. ورغم ذلك، استمرت الانتقادات، إذ رأى العديد أن هذا التبرير لا يخفف من حدة الموقف، خصوصًا في ظل التأكيد المستمر من المرجعيات الدينية على ضرورة احترام مقامات أهل البيت وعدم المساس بها تحت أي ذريعة.
وأكدت الأطراف المعترضة أن مثل هذه الحوادث تستدعي إعادة النظر في الخطاب الديني والشعائري، لضمان عدم تجاوز الحدود الشرعية والعقائدية. كما شددوا على أهمية الحفاظ على قدسية أهل البيت (عليهم السلام) كمعيار لا يجوز المساس به، مع دعوة المنشدين والشعراء إلى توخي الحذر في التعبير، وتجنب أي ممارسات قد تمس العقيدة أو تتسبب في انحراف فكري أو عقائدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى