حين يمتزج الفن بالروحانية.. المسجد الأزرق كنافذة على التاريخ الشيعي بين الهند وبلاد فارس
نشر موقع “هوم كرون Home Grown” الهندي المتخصص بشؤون السياحة والتراث، تقريراً ميدانياً أشاد من خلاله بأحد أقدم المساجد الشيعية في مدينة “بومباي” الهندية الشهيرة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن “مسجد (المغول)، أو (المسجد الأزرق) كما يسمى محلياً، يقع بعيداً عن الصخب المعتاد لمدينة (مومباي)، بل ويبدو وكأنه حلم عرضي ينقل مرتاديه الى لحظات من الهدوء الغريب”، مضيفاً أن “المسجد الذي يحتوي على بركة مميزة وبلاط أزرق لامع، يبدو وكأنه عالم منفصل عن الشوارع المزدحمة التي تقع على بُعد خطوات قليلة من باحاته الخارجية”.
وأوضح التقرير إنه “قد تم بناء (المسجد الأزرق) في عام 1860م على يد أحد أثرياء بلاد فارس، الحاج (محمد حسين الشيرازي)”، مبيّناً أن “قطع بلاط الفسيفساء الأزرق التي تزيّن جدران المسجد بلمعان فريد تحت ضوء الشمس، قد تم شحنها من مدينة (شيراز)، حيث تعكس الطراز المعماري الفريد لهذه المدينة، وتضفي لمسة من أرثها الحضاري على قلب مدينة مومباي”.
وذكر الموقع المتخصص في سياق تقريره، أنه “بالنسبة لأبناء المجتمع الشيعي في المدينة، فإن المسجد يعدّ أكثر من مجرد مساحة دينية، وإنما بقايا حية، واتصال بتراثهم، وتذكير بالتبادلات الثقافية التي شكّلت مومباي، ناهيك عن شموليته كمساحة مشتركة للاسترخاء والروحانية والفن المعماري البديع بمئذنتيه الشهيرتين، والبركة الواسعة التي كانت في السابق محلاً للوضوء، لتصبح في الوقت الراهن، ميزة زخرفية تقدّم الى جانب المروج والزهور المنتشرة حولها، مشهداً من السلام يندر وجوده في هذه المدينة”.
وبيّن موقع “هوم كرون Home Grown” في ختام تقريره، أنه “على الرغم من عمره الطويل، فقد ظل مسجد (المغول) مواكباً للعصر، ففي عام 1996، خضع المسجد لترميم كبير تحت إشراف المهندس المعماري المحلي (رضا كابول)، وفي عام 2017، ومع اقترابه من عامه الستين بعد المائة، شهد المسجد تجديداً آخر، حيث أبرز البلاط الإيراني المصنوع يدوياً، والنوافذ الملونة، والإضاءة الموفرة للطاقة، حياةً جديدة إلى التصميمات الداخلية للمسجد، مع الحفاظ على تراثه العريق”.