في اكتشاف أثري مهم بجمهورية ناختشيفان ذات الحكم الذاتي في جنوب أذربيجان، عثر علماء الآثار على قطع حجرية يعود تاريخها إلى ما بين 200 إلى 50 ألف سنة، ما يعد أقدم دليل على وجود الإنسان في المنطقة.
وذكر ميخائيل شونكوف، رئيس قسم آثار العصر الحجري بمعهد الآثار والإثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية في سيبيريا، أن القطع المكتشفة تم تشكيلها بتقنية “لوفالوا” المستخدمة في العصر الحجري القديم الأوسط، مما يضفي بعدًا جديدًا على فهم تطور الاستيطان البشري في القوقاز.
وأشار شونكوف إلى أن عمليات التنقيب، التي جرت بدعم من مؤسسة العلوم الروسية، كشفت عن مواقع أثرية جديدة كانت غير معروفة سابقًا، باستثناء كهف واحد كان يُعتقد سابقًا أنه الدليل الوحيد على الاستيطان في هذه المنطقة.
ويتحدى هذا الاكتشاف الافتراضات السابقة بعدم وجود سكان في ناختشيفان خلال العصور القديمة، ويشير إلى أن القوقاز كان جزءًا أساسيًا من طرق الهجرة البشرية بعد خروج الإنسان الأول من إفريقيا، حيث مثّل طريقًا هامًا للاستيطان البشري في أوراسيا.
ويرى العلماء أن هذا الاكتشاف يعزز الرؤية التي تعتبر القوقاز منطقة محورية في نشر الإنسان القديم نحو مناطق جنوب شرق أوروبا، حيث يشير شونكوف إلى أن “القوقاز، بمواقعه الأثرية الغنية، لعب دورًا رئيسيًا في الاستيطان البشري الأولي لأوراسيا”، ويعد هذا الكشف بداية لفتح آفاق جديدة للتنقيب عن تاريخ أقدم ظهور للإنسان في مناطق جنوب أوروبا ووسط آسيا.