الغارات الإسرائـ،ـيلية تعمق معاناة النازحين اللبنانيين وتنشر الخوف بين السكان المحليين
تتفاقم معاناة النازحين الشيعة من جنوب لبنان بسبب الغارات الإسرائـ،ـيلية المستمرة، حيث تنتشر حالة من التوجس بين سكان المناطق اللبنانية الآمنة التي يتوجهون إليها، سواء كانت سنية أو مسيحية، مما دفع العديد من الأهالي إلى رفض استقبالهم أو تأجير الشقق لهم خوفاً من استهدافها. وتتهم مصادر لبنانية إسرائـ،ـيل باتباع سياسة تهدف إلى تعميق الشقاق الداخلي بين اللبنانيين، عبر استهداف البلدات التي يقطنها نازحون شيعة لتوسيع الهوة بين الطوائف المختلفة.
وأسفرت هذه الاستراتيجية عن تزايد المخاوف في الأوساط المحلية، حيث تتوقع المجتمعات المستضيفة تعرضها لغارات إسرائـ،ـيلية بسبب وجود النازحين من بيئة حزب الله، ما أدى إلى صدور تحذيرات عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي تحث سكان القرى على تجنب استقبال هؤلاء النازحين، مشيرةً إلى أن هذا قد يعرضهم للخطر.
وفي تطور مؤلم، تعرضت بلدة عين يعقوب في شمال لبنان لغارة إسرائـ،ـيلية استهدفت مبنى تقطنه عائلات نازحة، مما خلّف مشاعر الصدمة والغضب بين السكان. وأدى الحادث إلى رفض المزيد من العائلات استضافة النازحين القادمين من الجنوب، خوفاً من أن تصبح المنطقة مستهدفة ضمن دائرة العنف.
وفيما يتسع نطاق القصف الإسرائـ،ـيلي ليشمل مناطق خارج نطاق المواجهات المعتادة، تُنشر إخطارات من بعض الملاك للمستأجرين بضرورة معرفة جيرانهم والتحقق من المناطق التي قدموا منها، للحد من المخاطر المحتملة.
وتزايدت الهجمات الإسرائـ،ـيلية على بلدات شيعية تقع في مناطق ذات غالبية مسيحية أو سنية، كالغارة الأخيرة على بلدة علمات الشيعية في قضاء جبيل المسيحي، التي أسفرت عن استشهاد 23 شخصًا، وغارة أخرى على بلدة برجا السنية، مما أودى بحياة 20 شخصاً.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الغارات تهدف إلى تعميق الشقاق الداخلي بين اللبنانيين، خصوصاً في ظل تعاظم أعداد النازحين وصعوبة العودة إلى مناطقهم المدمرة. ويؤدي هذا الوضع إلى زيادة الضغط على النازحين للبقاء في مراكز إيواء قريبة من مناطقهم الأصلية، أو التفكير بالهجرة إلى مناطق أخرى كسوريا والعراق حيث يجدون استقبالاً أوسع.
وباتت هذه التطورات تهدد بترسيخ أجواء الانقسام بين اللبنانيين، مما يُصعّب من مهمة الحفاظ على نسيجهم الاجتماعي في وجه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان اليوم.