كشفت المندوبية العامة لإدارة السجون في المغرب عن مبادرات ناجحة لتحويل السجون إلى مراكز للإصلاح والتأهيل، إذ أعلنت أن 13,464 سجينًا حفظوا القرآن الكريم خلال عام 2024. ويأتي هذا الإنجاز في إطار الجهود الرامية لتطوير الجانب الروحي والتربوي للسجناء، وتحويل فترة قضاء العقوبة إلى فرصة للإصلاح الذاتي وبناء الشخصية.
وتظهر الأرقام المنشورة أن 67,727 سجينًا استفادوا من دروس الوعظ والإرشاد، بفضل الشراكة بين المندوبية العامة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مما يسهم في غرس قيم الدين الإسلامي السمحة وتعزيز التوبة الصادقة وإعادة التأهيل. وتدرك الجهات المعنية أن إعادة التأهيل والإرشاد الروحي يمكن أن تحول السجون من أماكن للعقاب إلى مؤسسات لإعداد السجناء للحياة الكريمة.
ويهدف برنامج التحفيظ ودروس الوعظ إلى تهيئة السجناء للاندماج في المجتمع لاحقًا كأفراد قادرين على المساهمة الإيجابية، حيث تتطلع المندوبية في عام 2025 إلى توسيع نطاق هذه البرامج لتشمل المزيد من المؤسسات السجنية. كما تهدف إلى توحيد برامج الوعظ والإرشاد، بالتنسيق مع وزارة الأوقاف، لضمان توفير توجيه مستمر وعميق يسهم في إعداد السجناء نفسيًا واجتماعيًا.
وتمثل هذه المبادرات نموذجًا لتطوير المؤسسات العقابية، حيث تتجاوز العقوبة التقليدية إلى برامج تربوية تساعد السجناء على التوبة وتحقيق استقرار نفسي وروحي، مما يمهد الطريق لإعادة اندماجهم في المجتمع بشكل إيجابي بعد الإفراج.