تدمير التراث الإسلامي في غزة ولبنان: الجيش الإسرائـ،ـيلي يواصل استهداف المعالم التاريخية
في ظل تصاعد القلق الدولي حول تدمير المواقع التراثية، تتجه الأنظار إلى الانتهاكات الإسرائـ،ـيلية المستمرة ضد الإرث الثقافي والتاريخي في فلسطين ولبنان، وتأتي هذه الممارسات وسط دعوات متزايدة لحماية التراث الإسلامي والعربي من محاولات الطمس والتزوير التي ينفذها الجيش الإسرائـ،ـيلي.
وانعقد مؤخرًا مؤتمر “الآثار الإسلامية” في جامعة جوته بألمانيا، بمشاركة خبراء دوليين وإسرائـ،ـيليين، بالإضافة إلى عدد من المحاضرين العرب. المؤتمر تحول إلى منبر لتلميع صورة المؤسسات الأكاديمية الإسرائـ،ـيلية، المتهمة بطمس وتدمير التراث الثقافي العربي.
في حين غابت الاعتراضات العربية عن المؤتمر، حيث أشار ناشطون إلى أن إسرائـ،ـيل دمرت أكثر من 200 موقع أثري في قطاع غزة، إلى جانب استهدافها مواقع تاريخية بارزة في لبنان، مثل بعلبك وصور، ضمن عملياتها العسكرية.
واستهدفت إسرائـ،ـيل خلال الأعوام الماضية معالم تاريخية مثل قلعة بعلبك، التي تعدّ رمزًا للمقاومة وصمود الشعوب عبر التاريخ. هذا المعلم الأثري العريق لم يسلم من الاعتداءات الإسرائـ،ـيلية، التي تهدف إلى تدمير كل ما يرمز إلى الهوية الثقافية والحضارية في المنطقة.
كذلك، أمعن الجيش الإسرائـ،ـيلي في استهداف مدينة صور اللبنانية، المسجلة على لائحة التراث العالمي، في محاولة لطمس إرث حضاري يمتد لآلاف السنين.
من جهته، دعا وزير الثقافة اللبناني، محمد وسام المرتضى، منظمة اليونسكو والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة لردع إسرائـ،ـيل عن استهداف المواقع الأثرية في لبنان، واصفًا ذلك بأنه جريمة بحق الإنسانية والتراث العالمي.
كما أشار إلى أن إسرائـ،ـيل، التي ترفض الانضمام إلى اتفاقيات حماية التراث الثقافي، تتحدى القوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقية لاهاي لعام 1954 واتفاقية اليونسكو لعام 1972، التي تحظر تدمير المواقع التراثية أثناء النزاعات المسلحة.
وتمر المؤتمرات التي تسهم في تلميع صورة إسرائـ،ـيل دون اعتراض يُذكر، ما يثير تساؤلات حول تراجع مواقف العرب تجاه قضايا التراث والتاريخ، مقابل تصاعد المحاولات الإسرائـ،ـيلية لفرض روايات بديلة تخدم مصالحها.